إن لحم الفروج الدجاج غير متاح على موائد أعياد السوريين بعد أن شهد كيلو الشرحات أسعاراً هي الأعلى بتاريخه مسجلاً ٧٥٠٠ ليرة فيما بلغ سعر كيلو الخروف ١٧ ألف ليرة والبقر ١٢ ألف ليرة.
فقد دخل السوريون بمرحلة مجاعة وهذه حقيقة وليست تهويلا فالراتب لمن لديه راتب لا يزيد عن ٧٥ ألف ليرة في حين مصاريف العيد تزيد طعاماً وكساء عن ٦٠٠ ألف ليرة.
أما الخضروات فقد وصل سعر كيلو البندورة طماطم إلى نحو ٣٠٠٠ ليرة والبطاطا ٢٥٠٠ ليرة ولباس الطفل الصغير ٧٥ ألف ليرة لم يعد يفكر السوريون باللحم وبصدق انتشرت مساحيق نكهات اللحوم بالأسواق السورية
فقد أصبح أغلب السوريين يشترون بمناسبة العيد اللحم بالاوقية مايعادل ٢٠٠غراما وتفيد المصادر الرسمية بتراجع تربية الدواجن بسورية التي كانت قبل عام ٢٠١١ تشغل وتعيل نحو ١.٢ مليون سوري حيث كانت مساهمة لحوم الدواجن تبلغ نحو ٥٤% من إجمالي استهلاك السوريين من أنواع اللحوم وتساهم منتجات القطاع بتوفير حوالي ٤٢% من استهلاك المواطن من البروتين الحيواني وزادت صادراته عن ١٥ مليار ليرة عام ٢٠١٠ قبل أن تتحول سورية اليوم إلى مستورد للفروج وبيض المائدة من إيران وتركيا بعد أن كان الإنتاج ١٨٠ ألف طن من لحم الفروج ونحو ٣ مليارات بيضة مائدة
وتعاني الأسواق السورية نقصاً كبيراً في الدجاج خاصة بعد أن تراجعت مساهمة القطاع الخاص وتناقصت المنشآت من ١٢ ألف مدجنة مرخصة ونحو ٥ آلاف غير مرخصة إلى أقل من النصف اليوم وخرجت مزارع شمال غرب سورية إدلب وحلب عن العمل بسبب الحرب وغلاء الأسعار والخسائر.
ويأتي ارتفاع أسعار الأعلاف بمقدمة أسباب خسائر القطاع الحيواني حيث ارتفع سعر طن أعلاف الدجاح من ٢٤٠ ألف ليرة إلى أكثر من ١٥٠٠٠٠٠ ليرة اليوم وذلك فضلاً عن ارتفاع بقية مستلزمات الإنتاج من لقاحات وصيصان ومشتقات نفطية وأجور العمالة
فالمهنة باتت مخسرة لكل من يجازف في التربية والتجارة ففقر الناس وعدم القدرة على الشراء من جهة وارتفاع تكاليف الإنتاج والتضييق الحكومي وخاصة أثناء نقل الدواجن من جهة أخرى.
وحول تخفيض الرسوم على الأعلاف الأرجح لن يصدر القانون وإن صدر فستكون نسبة التخفيض قليلة إذ سبق أن خفضت حكومة النظام الرسوم الجمركية على الأعلاف ولكن بنسبة مخجلة تعادل ١% “فول الصويا والذرة الصفراء فهاجس حكومة الأسد هو تحصيل الأموال وليس كفاية الشعب أو تسهيل التجارة وإلا لدعمت التجار بسعر الدولار أو عادت كما السابق لتمويل عمليات التجارة فكل ماسبق جعل الفروج يطير من المطبخ السوري حتى وإن كان بلا ريش.