فيينا – BAZ_NEWS
منذ أيام دونالد ترامب ونحن نسمع من المسؤلين في الولايات المتحدة الأمريكية أن الصين هي التحدي الاقتصادي والسياسي والعسكري الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية ولعل أبرز تلك التصريحات ما قاله قاله جون راتكليف، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، إن الصين تمثل “أكبر تهديد للديمقراطية والحرية” منذ الحرب العالمية الثانية “
. يتنامى هذا التحدي والصراع الأمريكي الصيني لدرجة التهديد والتلويح بالقوة العسكرية ، وأهم محطات الصراع حاليا هي تايوان التي تعتبرها الصين جزء منها وسوف يتم استعادتها عاجلا أو آجلا. فيما تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عنها.ووفقا لمصادر تابعة لجهاز المخابرات الأمريكية C, I, A أن الصين سوف تغزو تايوان بحلول نهاية العام المقبل. تبع تلك التقارير تصريح للرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الماضي قال فيه أن الولايات المتحدة ستدافع عسكريا عن تايوان إذا شنت الصين هجوما عليها، في وقت حثت فيه الصين الولايات المتحدة على تجنب إرسال إشارات خاطئة للمؤيدين لاستقلال تايوان.وخلال لقاء انتخابي نظمته شبكة “سي إن إن” (CNN) التلفزيونية، قال بايدن ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عسكريا عن تايوان إذا تعرضت الجزيرة لهجوم صيني، “أجل. لدينا التزام بهذا الشأن”.
لا شك أن تايوان ما هي إلا واجهة للخلاف بين الدولتين، حيث بدأت الولايات المتحدة تستشعر مدى خطورة وقوة التنين الصيني وأنه بدأ ينازعها على سيادة العالم، وفي الحقيقة أن الصين بالفعل تقوم ببناء قوة عسكرية واقتصادية واستخبارية تثير مخاوف الغرب من أنها مقدمة لسيطرة الصين على العالم خاصة بعد تراجع الدور الأمريكي، ةومن هذه الخطوات التي تقوم فيها الصين.
– على الصعيد الاستخباراتي
تعتبر الصين من الدول البوليسية ومن المعروف أن الصين دولة لا تتورع عن التجسس حتى على مواطنيها – كما تفعل مع أقلية الايغور المسلمة – دون أي رادع أخلاقي أو قانوني، فالصين تمتلك قدرات تجسسية هائلة وأهم تلك الأدوات التجسسية هي شركة هواوي الشهيرة التي تم تأسيسها على يد ضابط في الجيش الصيني،فقد كشف تقرير بثته قناة سي أن أن الأمريكية أورد أن هواوي قد “تحور أبراج اتصال الهواتف المحمولة” في ولاية مونتانا شمال غربي البلاد بهدف عرقلة عمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الموجودة في قاعدة قريبة تابعة للقوة الجوية.ونقلت سي أن أن عن جيمس لويس، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله “نعرف أن الصينيين منخرطون في عملية تجسس كبرى ضد الولايات المتحدة. لذا علينا أن نسأل أنفسنا: هل نشعر بالاطمئنان لو سمحنا لهواوي بالسيطرة على أنظمة الهواتف المحيطة بأهم قواعدنا العسكرية؟”ناهيك عن البرامج الصينية المتهمة بالتجسس لصالح الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في الصين تطبيقات ينظر لها على أنها ترفيهية بالنسبة للمستخدم البسيط لكنها أداة اكثر تعقيدا وأهمية بالنسبة للحكومة الصينية مثل تطبيق”تك توك “.
فقد حاول وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو اتّخاذ تدابير بحق تطبيق تيك توك الصيني للتسجيلات المصوّرة تهدف إلى حماية الأمن القومي. وأوضح بومبيو أن تيك توك وغيرها من الشركات الصينية للبرمجة المعلوماتية العاملة في الولايات المتحدة على غرار وي تشات تسلّم الحزب الشيوعي الصيني بيانات شخصية للمواطنين الأمريكيين.
وأشار بومبيو، إلى أن الولايات المتحدة تغاضت عن هذا الامر لسنوات لان الأميركيين كانوا يعتبرون أنه تطبيق مرح. ” وفي سؤال وجه لوزير الخارجية الأمريكية السابق بومبيو حول اذا ما كان ينصح بعد تحميل تطبيق تيك توك فأجاب” بالطبع لا أنصح بتحميله اذا اردتم أن لا تقع معلوماتكم بيد الحزب الشيوعي الصيني”
فيما كشفت في وقت سابق صحيفة لوموند الفرنسية أن الصين زرعت أجهزة تجسس في مكاتب ومصاعد المقر الكبير الذي تكلفت ببنائه للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، وسلمته إياه عام 2012.
– أما على الصعيد العسكري
زادت الصين من إنفاقها العسكري حتى وصلت ميزانية الدفاع إلى 178مليار في عام 2018 بعد أن كانت 77 مليار دولار فقط في عام 2005 ما جعل الجيش الصيني ثالث أقوى جيش في العالم ، حيث يبلغ تعداد جنود الجيش الصيني في الخدمة 2.185 مليون جندي، إضافة إلى 510 آلاف جندي في قوات الاحتياط، وينقسم إلى عدة اقسام وأهمها :
سلاح الجو
يمتلك الجيش الصيني أكثر من 3260 طائرة حربية بينها 1200 مقاتلة، و371 طائرة هجومية، كما يمتلك الجيش الصيني 902 مروحية عسكرية منها 327 مروحية هجومية، و264 طائرة نقل.
سلاح الدبابات
يمتلك الجيش الصيني 3205 دبابة، وأكثر من 35 ألف مدرعة، ومن حيث عدد المدافع يمتلك الجيش الصيني أكثر من 1970 مدفع ذاتي الحركة، وقرابة 1234 مدفع ميداني، و2250 راجمة صواريخ.
القوة البحرية
من حيث القوة البحرية يتكون الأسطول الصيني من 777 قطعة بحرية منها حاملتي طائرات، و79 غواصة، و 50 مدمرة و46 فرقاطة و36 كاسحة ألغام.
أما على الصعيد الاقتصادي
تعتبر الصين ثاني أقوى اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بحصة قدرها 16.3% من الناتج الاقتصادي العالمي، بما يعادل 14.3 تريليون دولار.
وتحاول الصين استثمار هذه القوة الاقتصادية على أكثر من صعيد، حيث تقوم الصين باغراق الدولة الصغيرة بديون كبيرة خاصة غي أسيا وأفريقيا، وممن استشعروا ” فخ الديون الصيني” مهاتير محمد حيث قال وبكل صراحة محمد مهاتير بالعاصمة الصينية بكين لمضيفه الصيني لي كه تشاينغ “لا نريد نسخة جديدة من الاستعمار” ، وأبلغه حينها أن بلاده ألغت ثلاثة مشاريع اقتصادية عملاقة كانت ستمولها بكين، وأكد حينها أن الأمر لا يتعلق بصب أموال كثيرة، إنما في عدم قدرة كوالالمبور على سدادها.
وسبقت لذلك سيراليون التي ألغت مشروعًا بتمويل صيني بقيمة أربعمئة مليون دولار لبناء مطار في البلد الواقع غربي أفريقيا، ونقلت وسائل الإعلام المحلية أن وزير الطيران كابيني كالون قال إن الرئيس الحالي جوليوس مادا بيو يرى أنه “لا حاجة لبناء المطار”
فيما حذّر خبراء أفارقة بارزون أيضا من أن الصين قد توقع الدول الأفريقية في فخ الديون، من خلال منحها قروضاً ثقيلة قد لا تتمكن من سدادها، وأن بكين إذا ما استمرت على هذا النهج قد تبدأ التأثير على القرارات الاقتصادية والسياسية لبعض الدول الأفريقية.
كل هذه الأسباب والتحركات من قبل الحكومة الصينية تشي بلا شك أو ريب أن الصين تسعى لأخذ مكان الولايات المتحدة الأمريكية، مما قد يزيد التنافس والصراع بينهما لدرجة لا يمكن التكهن والتنبؤ بحدود وأفاق هذت الصراع.
اعداد: محمد علي كاتب سوري