قالها البوصيري فمن هو:
محمد بن سعيد بن حماد البوصيري، من أشهر الشعراء في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، له العديد من القصائد والأشعار ولكن من أكثرها شهرة هي قصيدة البردة. وهذه القصيدة تتألف من ١٦٠ بيتاً كلها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. قالها عندما كان مصابا بالفالج. قال فيها :
مولاي صلّ وسلّــم دائماً أبداً
على حبيبك خيــــر الخلق كلهم أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَم
مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِ كــاظِمَةٍ
وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِن إضَمِ فما لِعَينـيك إن قُلتَ اكْفُفَـا هَمَـتَا
وما لقلبِكَ إن قلتَ اسـتَفِقْ يَهِــمِ
ثم ينتقل إلى عرض شكواه :
أيحَسـب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِــمٌ
ما بينَ منسَــجِمٍ منه ومُضْـطَـرِمِ لولا الهوى لم تُرِقْ دمعاً على طَلِلِ
ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِ والعَلَـمِ فكيفَ تُنْكِـرُ حبا بعدمـا شَــهِدَت
به عليـك عُدولُ الدمـعِ والسَّـقَمِ وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍ وضَـنَى
مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـك والعَنَـمِ نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوى فـأَرَّقَنِي
والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِ بالأَلَـمِ
ثم ينتقل إلى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
محمدٌّ سـيدُ الكــونينِ والثقَلَـيْنِ
والفريقـين مِن عُـربٍ ومِن عجم هُو الحبيبُ الــذي تُرجَى شـفاعَتُهُ
لكُــلِّ هَوْلٍ مِن الأهـوالِ مُقتَحَمِ دَعَـا إلى اللهِ فالمُستَمسِكُون بِهِ
مُستَمسِـكُونَ بِحبـلٍ غيرِ مُنفَصِـمِ فــاقَ النَّبيينَ في خَلْـقٍ وفي خُلُـقٍ.
ولم يُـدَانُوهُ في عِلـمٍ ولا كَـرَمِ وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ
غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـمِ فَهْوَ الـــذي تَمَّ معنــاهُ وصورَتُهُ
ثم إصطفـاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَــمِ مُنَـزَّهٌ عـن شـريكٍ في محاسِــنِهِ
فجَـوهَرُ الحُسـنِ فيه غيرُ منقَسِـمِ
يا رَبِّ بالمصطفى بلغ مقاصدنا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
وتروي الروايات أنه نام وفي منامه رأى النبي صلى الله عليه وسلم شاكياً له حاله مع المرض فغطاه النبي صلى الله عليه وسلم ببردته ونام البوصيري وعندما فاق من نومته فاق وقد شفي من مرضه معافى. فسميت بقصيدة البردة.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح