قصة ولما تلاقينا على سفح رامة شرح،،

 قصيدة للشاعر قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز.

كان قيس بن الملوح لا يفوت مجلسًا من مجالس الأدب التي تعقدها ليلى العامرية ولم يكن من بين هؤلاء الفتية فتى أحب إلى قلب ليلى من قيس بن الملوح كما أنها كانت تخصه دون غيره فلا ترد له طلبًا وكان الفتية على دراية بذلك حتى إذا أراد أحد منهم من ليلى العامرية حاجة توسّل بها إلى قيس بن الملوح ولعل قيسًا قد أراد يومًا أن يختبر ما له في قلب ليلى فطلب منها حاجة فمنعته فحزن كثيرًا وبكى أمام ناظريها.

 

لقد كان قيس بن الملوح يلازم ليلى في نهاره كله يحاورها ويبادلها الحديث حتى إذا حل الليل فارقها وانصرف والعرب آنذاك لم تكن تعد حديث الفتيان مع الفتيات ضرب من العيب ولم تكن تمنعه إلا أنهم كانوا يرفضون التشبب والتغزل ببناتهم في الشعر وكان قيس ينظم في ليلى العامرية جل قصائد الغزل العذري التي اشتهر بها لذلك لم يطل الأمر على هذا النحو الآمن حتى افتضح ما كان بينهما واشتهر في القوم وصارت قصة عشقهما حديث الناس.

وقيل أن قصة ولّما تلاقينا كانت لقيس بن الملوح مع ليلى.

تقول القصة أن الشاعر قيس بن الملوح أراد أن يسافر ليبحث عن عمل ويجد رزقه كما كان يريد أن ينشر شِعره فأتت عليه ليلى العامرية وسألته: إلى أين أنتَ ذاهب فأجابها: أريد أن أسافر لأنشر شِعري وأبحث عن رزقي ثم سألته: متى سوف تعود. فرد عليها وقال لا أعرف.

ومرّت الأيام والسنين ثم عاد وعندما عاد ذهب لكي يرى محبوبته ليلى فوجد لون أطراف أصابع ليلى أحمر اللون وكان يعرف في الزمن القديم أنَّ من تقوم بوضع الحنة على يديها تكون مخطوبة فحدث بينهم حوار طويل فقال لها: ماذا حصل يا ليلى بعد فراقي وهل حنيتي يديكِ وخطبتي فقالت له بشوقٍ: لا ولكنَّني منذ أن سافرت وأنا أبكي على فراقك دماً حتى ابتلَّ التراب وكنت أمسح دموعي حتى تحنّت كما ترى فقام بكتابة قصيدةً ليصف بها الموقف وكانت الكلامات ذات معانٍ عذبة وتتسم بالرّقة والإحساس والروعة حيث قال:

 

 

و لمَا تلاقينا على سفح رامةٍ

            وجدتُ بنان العامريَة أحمرا

 

 

فقلت خضبت الكفّ بعد فراقنا

       فقالت: معاذ الله، ذلك ما جرى

 

 

ولكنّني لـما وجدتك راحلا

    بكيت دماً حتى بللــت به الـثرى

 

 

مسحت بأطراف البنان مدامعي

    فصار خضاباً في اليدين كــما ترى

فصارت هذه الأبيات وقصتها تروى على ألسنة الناس.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.