تعتبرالأغاني كالأفلام تحمل الكثير من الكواليس والحكايات وراء تأليفها وإذا نظرنا إلى الأغاني العاطفية سنجد أن أغلبها كتب بدموع حقيقية لمحبين تعذبوا في الحياة فالبعض صدم والآخر حرم وفي النهاية حولوا كل هذه الآلام إلى أعمال فنية خالدة يتذكرها الكثير لكن لا يعرف عن حكاياتها سوى القليل وقد تعددت الروايات حول قصة كامل الشناوي مع محبوبته التي خانته وكتب فيها قصيدة لا تكذبي لكن أقربها للصحة يبدو في حديث يوسف الشريف عنها في كتابه كامل الشناوي آخر ظرفاء الزمان يذكر أنه ذهب معه لقهوة جروبي في وسط البلد حيث دفع كامل حساب بمائة وخمسين جنيهًا سعر قالب حلوى كبير بخمسة طوابق ليؤخذ إلى بيت مطربة مشهورة صغيرة الحجم رقيقة الصوت في الزمالك بمناسبة عيد ميلادها لكنها أثناء إطفاء الشموع اختارت كاتب لتقطع معه الحلوى يعتبر من أجدر كتاب القصة القصيرة ويجمع الكثيرون أنه هو من خانته حبيبة كامل معه إذ أن كامل الشناوي لم يفصح عن تفاصيل الحادثة وعن شخصياتها علنًا لم يستطع كامل إكمال السهرة وذهب هو ويوسف الشريف إلى شقة عبد الرحمن الخميسي ليكملا السهرة إلا أنه كان في مكان وعقله في مكان آخر فترك السهرة وعاد إلى منزل المطربة الصغيرة ولقي ما خشي أن يلقاه وكانت قصيدة لا تكذبي حين ألقاها على مسامعها أجابته بكل برود: كويسة قوي ممكن أغنيها وغنتها من ألحان محمد عبد الوهاب وكان كامل قد جند لها ألحان عبد الوهاب وبليغ حمدي واختلف على أثر ذلك مع عبد الحليم حافظ الذي اعتبر تجنيده هذه الألحان لخدمتها تحيزًا ضده أهداها لعبد الحليم وغناها وسجلها بنفس ألحان عبد الوهاب الذي غناها بصوته هو الآخر وخلدت الأغنية قصة حزينة لكاتبها لاتزال تتغنى عبر الشاشات.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى