بريطانيا – مروان مجيد الشيخ عيسى
قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها، إن العشرات من طالبي اللجوء السوريين (الوافدين حديثاً) الذين ينتظرون قرار المحكمة العليا البريطانية بشأن طلبات لجوئهم، والتي باتت تدرس إمكانية ترحليهم إلى (راواندا) في شمال إفريقيا، هددوا بالانتحار في حال أقرت المحكمة قرارها بهذا الصدد، في وقت ما تزال الداخلية البريطانية لم تنشر أي معيار يتعلق بمن سيبقى وبمن سيتم ترحيله، حيث يعتبر جميع من ينتظرون الآن أنهم قد يكونون فجأة أمام قرار (الانتحار)، مبررين ذلك بأن الخطر في (راواندا) يفوق خطر الانتحار.
وأضاف التقرير: “في الرابع عشر من حزيران الماضي، تم الكشف عن وثائق حصلت عليها مؤسسة Liberty Investigates، والتي أظهرت أن مجموعة من طالبي اللجوء تم نقلهم إلى الطائرة لترحيلهم إلى رواندا، إلا أنه تم إيقافها قبل الإقلاع في نهاية المطاف بسبب إيذاء العديد من اللاجئين لأنفسهم والتهديد بالانتحار، وقد تم إرجاع حالتهم إلى الإيذاء الناجم عن الألم، وهو ما دفع السلطات البريطانية للتراجع.
ونقلت الصحيفة عن لاجئ سوري يدعى “عبد الله” (21) عاماً قوله: “نقطن في فندق بمنطقة إيبيس على بعد 400 ميل من المحكمة العليا في لندن، في الفندق نقول جميعاً من الأفضل أن نقتل أنفسنا على أن نذهب إلى رواندا”، مشيراً إلى أنه هرب من سوريا إلى تركيا ومنها إلى ليبيا وهناك تعرض للخطف والاستعباد حتى تمكن في النهاية من الهروب في الثلاثين من شهر تموز إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وتابع بالقول: “لقد أُجبرت على العمل عند عصابات الاتجار بالبشر في ليبيا. كنت أقوم بأعمال المزرعة وأغسل سياراتهم. حاولت الفرار عدة مرات قبل أن أنجح. حتى آخر مرة، كانوا يقبضون علي ويضربونني في كل مرة. كان الاسترقاق من قبل المُتجِرين في ليبيا أسوأ من الحياة في سوريا. قام المُتجِرون بإطفاء السجائر والشيشة على جسدي “، مشيراً إلى أنه بعد خروجه من لامبيدوزا توجه إلى كاليه في فرنسا، وبعد وصولهم جاءت الشرطة وأحرقت الخيام التي تم نصبها في الحديقة.
وكانت الصحيفة قد نشرت تقريراً في الخامس عشر من نيسان الفائت، قالت فيه إن لاجئين من جنسيات مختلفة هددوا بقتل أنفسهم بدلاً من مواجهة الترحيل من المملكة المتحدة إلى رواندا، مشيرة إلى أن البعض سيصعد إلى التلال والبعض الآخر سيذهب إلى القطارات وإلى البحر وإلى أي مكان ممكن كي يزهقوا أرواحهم.
لتزداد معاناة اللاجئين السوريين في الكثير من بلدان العالم.