سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كثيرا ماصدع رؤوسنا النظام السوري بالمقاومة والممانعة فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن لديها قناة اتصال مباشرة مع بشار الأسد وأنها طمأنته مؤخراً من خلالها أن الغارات الإسرائيلية التي ازدادت وتيرتها لا تستهدف إضعافه أو إضعاف ميليشياته ولكنها مرتبطة بالوجود الإيراني لا أكثر.
وتحدثت الصحيفة في نسختها العبرية أمس السبت إن إسرائيل تنجح في إحباط الغالبية العظمى من شحنات الأسلحة عالية الجودة في طريقها إلى سوريا ولبنان.
كما إن وجود إيران ووكلاءها في سوريا وانتشارهم في سوريا في أدنى مستوياته حالياً لم يسبق له مثيل.
وأضافت أن الطلب الروسي من الميليشيات الإيرانية مؤخراً بإخلاء موقعين استراتيجيين في غرب سوريا يشير إلى نجاح الضغط العسكري والسياسي الذي تمارسه إسرائيل لإحباط خطط إيران في سوريا.
فقد لجأ بشارالأسد إلى الروس وطالبهم بالضغط على إسرائيل لوقف الهجمات وخصوصا أن الهجمات على المطارات ( مثل حلب ودمشق ) والمنشآت الصناعية العسكرية ومواقع التخزين الحساسة في سوريا، فهي تضر بشكل خطير بهيبة النظام السوري وقدرته على البقاء وتحقيق الاستقرار السياسي.
وترى الصحيفة أنه مع كل محاولة من ميليشيات إيران لتهريب الأسلحة باستخدام المدنيين كغطاء لها، لا تتوانى إسرائيل عن إحباط تلك العمليات ومعاقبة النظام السوري أيضاً، وهو ما يدفع الروس لمطالبة الإيرانيين بإخلاء عناصر ميليشياتهم من منشآت ومعسكرات قوات النظام السوري ، كيلا تتعرض تلك المعسكرات والمنشآت للهجوم الإسرائيلي.
لكن المعلومة الأبرز التي أوردتها الصحيفة هي أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بنوع من الحوار المباشر ليس فقط مع الروس في سوريا ولكن أيضاً مع بشار الأسد في دمشق.
وحسبما ذكر المصدر على هذه القناة يوضح الإسرائيليون لقادة النظام السوري أن تل أبيب تحاول عدم إلحاق الأذى بالمدنيين والمنشآت المدنية ولا تريد إلحاق الأذى بعسكريي النظام لكي لايسقط بل فقط بالميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري.
وأكدت تل أبيب برسالة عبر هذه القناة لقادة النظام أنه لا حصانة للمليشيات الشيعية وأعضاء حزب الله حتى إن حاولوا الهبوط في مطار مدني دولي في حلب أو دمشق، أو تم إيواؤهم في معسكر عسكري أو بؤرة استيطانية سورية بالقرب من القوات الروسية، وفي بعض الأحيان تستخدم تل أبيب القناة بعد وقت قصير من الهجوم لتوضيح لهم ماذا ومن هوجم ولماذا.
وعادة ما يتم إرسال رسالة مماثلة إلى الروس مع إضافة واحدة وهي أن الروس سيحصلون على تحذير ووقت لنقل عناصرهم إلى مكان آمن إذا كانت المواقع المستهدفة بالغارات بالقرب منهم.
ومن شأن التقرير الإسرائيلي أن يشكل فضيحة مزدوجة لمزاعم بشار الأسد حيال شعارات المقاومة والممانعة وعلاقته السرية بإسرائيل التي لا تريد التخلي عنه وتسارع لطمأنته بعد كل غارة.
فأين شعارات النظام السوري بمحور المقاومة بعد كل هذا.