النظام السوري وسياسة فرق تسد بين أبناء الشعب السوري مصطلح سياسي عسكري اقتصادي يعني تفريق قوة العدو أو الخصم وتشتيتها مما يسهل التعامل معه ولطالما قرأنا عن استراتيجية فرق تسد التي استخدمها الاستعمار ليحقق أطماعه في منطقة ما كالبريطانيين في الهند والفرنسيين في أفريقيا وإسرائيل في فلسطين والدول العربية لا بل هذا الشعار ارتبط أكثر بذاكرتنا نحن السوريين على أنه الاستراتيجية التي اتبعتها القوى الإمبريالية والرجعية للسيطرة على بلادنا.
وقد يكون الأمر صحيحاً فلكل أطماعه ومصالحه ولكلٍ استراتيجيته في التعامل مع الدول الأفقر والأضعف ولكن أكثر من طبق هذه الاستراتيجية في سوريا كان النظام السوري، المتمثل بالأسد الأب والولد لتثبيت دعائم حكمهما
فمنذ اندلاع الثورة السورية لم يتوقف النظام يوما عن اتباع سياسة فرق تسد بين السوريين فبينما كان السوريون يهتفون “الشعب السوري واحد” كان النظام في كل يوم يبتكر أسلوبا وطريقة جديدة لخلق فتنة بين المناطق السورية وبين أبناء المنطقة الواحدة من مذاهب متنوعة وقد نجح في أكثر الأوقات بسبب العنف غير المسبوق المستخدم تحديدا ضد أبناء الطائفة السنية كما ساعده لاحقا ظهور مجموعات متطرفة تبنت خطابا طائفيا لم يخدم إلا النظام نفسه واستراتيجيته التفريقية.
من أكثر المتضررين من سياسة فرق تسد كانت مدينتا درعا والسويداء فخلال السنوات التسع الماضية لم يترك النظام فرصة لإحداث شرخ بين المدينتين إلا واستغلها لا بل إنه عمل على خلقها في أكثر الأوقات وهذه السياسة بين المنطقتين ليست جديدة بل تعود لسنوات سبقت انطلاق الثورة حتى إن الحوادث التي جرت في بادية السويداء في العام ٢٠٠٠ أطلق عليها النظام “حوادث البدو” لخلق فتنة دائمة يمسك هو بخيوطها.
منذ بداية الثورة التي انطلقت من درعا وانضمت إليها المدن والبلدات استغل النظام البعد الطائفي والديني ليخلق شرخا بين درعا ذات الأغلبية السنية والسويداء ذات الأغلبية الدرزية فوضع حواجز وثكنات عسكرية في بعض مناطق السويداء واتخذها منطلقاً للهجمات العسكرية ضد درعا وعندما كان يتبع ذلك رد على مصدر النيران من قبل الجيش الحر كان النظام يستغل الأمر ليحرض طائفيا ومناطقيا بين أبناء المحافظتين وكذلك استغل ذلك في الساحل وحمص وحماة بين العلويين والسنة وفي الحسكة بين العرب والأكراد فسياسة هذا النظام لم تدم لولا تغذيته النعرات بين أبناء الشعب السوري.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى