يقول نزار قباني عنها في إحدى زياراته لها :
في مدخل الحمراء كان لقاؤناما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهماتتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتهاقالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعةفي تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـةوجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادنيلحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلالهأجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرةكانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومهاوالبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينهافي شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذيما زال مختـزناً شمـوس بلادي
وتقع غرناطة بمحاذاة جبال سييرا نيفادا، عند نقطة التقاء نهري هَدَّرُه وسَنْجَل، وعلى ارتفاع 738 متراً فوق سطح البحر. يبلغ عدد سكانها حوالي 240.099 نسمة، يعمل معظمهم في قطاع الزراعة والسياحة.
تأسست مملكة غرناطة بعد انهيار الدولة المُوحديَّة في المغرب والأندلُس، وأخذت المُدُن الأندلُسيَّة الكُبرى تسقط تباعاً في أيدي النصارى، وتعرَّض الإسلامُ والمُسلمون لِخطر الزوال،فتصدَّى مُحمَّد بن الأحمر لِلغزوات المسيحيَّة بِقيادة فرديناند الثالث ملك قشتالة، بعد أن آلت إليه -أي لابن الأحمر- مُعظم أملاك مُحمَّد بن يُوسُف بن هود الذي قُتل في ألمرية، ولمَّا هُزم ابن الأحمر على يد القُوَّات القشتاليَّة، شعر أنَّهُ لابُدَّ أن يلتمس الوسيلة لِتأمين استمراريَّة حُكمه في ظل قُوَّة قشتالة التي تُهدِّدُه، وبِخاصَّةٍ أنَّ غزوات القشتاليين وصلت إلى ضواحي غرناطة نفسها، فمال إلى الاستسلام وأبرم مُعاهدة سلامٍ مع الملك القشتالي كان من أبرز بُنُودها: تبعيَّة غرناطة لقشتالة عسكريّاً، وأن يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة علانيَّةً؛ ويكون عضواً في مجلس «الكورتيز» مجلس حكام المقاطعات وبهذا كان ملك قشتالة قد أتمَّ تبعية غرناطة له تماماً. وهكذا أخذت صُورة الوضع السياسي لِلدولة الإسلاميَّة الجديدة
من أهم معالم غرناطة :
قصر الحمراء :بُني قصر الحمراء في عهد بنو الأحمر، واندرج ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1984. وهو يُعد واحداً من أكثر المواقع أهمية في إسبانيا وأكثرها زيارة
جنة العريف :وهي حدائق ملحقة بالقصر وهي مكان استجمام وراحة أمراء غرناطة المسلمين عندما كانوا يريدون الفرار من ملل الحياة الرسمية في القصر، وهي تقع في موقع يسمح برؤيتها من جميع أنحاء المدينة. وقد تم بناء القصر والحدائق على طراز بنو الأحمر في عهد محمد الثالث.
مسجد غرناطة الشهير: الذي بناه بنو الأحمر وسط المدينة. وبدأت أعمال البناء فيه أثناء عصر النهضة الإسباني في أوائل القرن السادس عشر.وبعد سقوط الأندلس تحول إلى كاتدرائية.
حي البيازين:هو حيّ ذو أصل أندلسي ويُعد وجهة أساسية لكثير من الزوار الذين يقصدونه لمكانته التاريخية والمعمارية ولمناظرة الطبيعية. وترجع المكتشفات الأثرية في المنطقة إلى العصور القديمة.
وتبقى غرناطة العروس الإسبانية التي عشقها ويعشقها العرب
إعداد :مروان مجيد الشيخ عيسى.
تحرير : ابراهيم حمو