
عشرات الآلاف من اللاجئين عالقون على الحدود البيلاروسية البولندية، أمام مصير مجهول لم يعرف منه إلا شبح البرد القارس والليالي العصيبة، بانتظار فرصة الدخول إلى بلاد الأحلام في أوروبا، ولكن هذه المرة الإتحاد الأوروبي لم يغلب الوضع الإنساني على الوضع السياسي متوعدا كل من يساهم في جلب المهاجرين إلى بيلاروسيا حيث أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستضع لائحة سوداء تهدف لمعاقبة شركات النقل والسفر المشاركة في تهريب المهاجرين إلى بيلاروس
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين أمام أعضاء البرلمان الأوروبي إن المهاجرين الذين تدفقوا إلى بيلاروس في الأسابيع الأخيرة وذوي الأصول الشرق أوسطية “يُخدَعون بوعود كاذبة مشينة ويتهم الاتحاد الأوروبي رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو بتعمد إشعال الأزمة عبر تسهيل سفر المهاجرين من دول الشرق الأوسط والزج بهم لاختراق حدود الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني عبر بولندا وليتوانيا في رد على عقوبات فرضها الاتحاد على بيلاروس.
وتنفي مينسك هذه الاتهامات جملة وتفصيلا وأكدت أن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو عرض على الاتحاد الأوروبي فتح ممر إنساني لعبور ألفين من المهاجرين العالقين عند الحدود مع بولندا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، وربما أخذ الوضع الإنساني على الحدود البيلاروسية طابعا سياسياً محضا وصريحا، فبيلاروسيا المقربة من موسكو يعتبر طرحها بدخول دفعة بشرية من اللاجئين إلى أوروبا يؤخذ على أنه إجراء عدائي ومتعمد ضد دول حلف الناتو، خصوصاً فيما يتعلق بالدولة الجارة بولندا التي تمنع دخول اللاجئين على اعتبار أن الوضع السياسي مابينها وبين جارتها بيلاروسيا متأزما وينذر بالحرب.
إعداد: صدام السوري
تحرير: حلا مشوح