ضباط سابقون ومسار الثورة السورية: تساؤلات حول العدالة والمبادئ
في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها سوريا، يبرز سؤال جوهري حول مستقبل العدالة والمصالحة الوطنية، خصوصًا في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد). تشير تقارير متزايدة إلى وجود عشرات الضباط من النظام السابق ضمن صفوف قسد، رغم تورطهم في انتهاكات جسيمة وارتكاب مجازر ضد الشعب السوري خلال السنوات الماضية.
شراكة مع الجلاد؟
يثير هذا الوضع تساؤلات حول الأسس التي تُبنى عليها التحالفات في المرحلة الحالية. هل يمكن قبول هؤلاء الضباط كشركاء في بناء مستقبل سوريا؟ وكيف يمكن تبرير احتضانهم من قبل قسد التي تدّعي تمثيل مشروع ديمقراطي يدافع عن حقوق السوريين؟
ثورة أم انحراف؟
الضباط الذين يشاركون الآن تحت مظلة قسد لم يكونوا في يوم من الأيام جزءًا من الثورة السورية، ولم يحملوا آلام الشعب وهمومه. بل كانوا أدوات قمع بيد النظام أسهمت في ترسيخ الظلم والاستبداد، والآن يعيدون إنتاج أنفسهم في مشروع يسعى للتقسيم والانفصال عن سوريا الموحدة.
أصوات معارضة وتحريض مستمر
في سياق متصل، رصدت منشورات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي صادرة عن أطراف مرتبطة بقسد، تدعو السوريين لعدم تسليم سلاحهم، وتروّج لفكرة أن “الحكومة السورية لا تمثل الثورة”، فيما تصف قسد بأنها الحل. هذه التحركات تضع مستقبل سوريا على المحك، وتجعل من الضروري التمسك بمبادئ الثورة السورية وأهدافها الأساسية في الحرية والعدالة.

نحو العدالة والمحاسبة
إن دماء الضحايا ومعاناة ذويهم لا يمكن أن تُمحى بالتسويات السياسية المؤقتة أو التحالفات مع جلادي الأمس. ما تحتاجه سوريا اليوم هو مسار حقيقي للعدالة، يُعيد الحقوق لأصحابها ويضمن عدم الإفلات من العقاب، مع التمسك بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا بعيدًا عن مشاريع التقسيم والانفصال.