الكويت – مروان مجيد الشيخ عيسى
لم تقتصر مأساة السوريين على معاناة بلادهم من تدمير لم تشهد البشرية مثيلاً له، بل تضاعفت في الاغتراب نتيجة لبعض القوانين التي مازالت تؤرق راحتهم حتى يومنا هذا في عدد من الدول ومنها الكويت.
قصص السوريين المقيمين في الكويت تغصُّ بأحداث محزنة، بعضها فرضته ظروف الحرب في وطنهم، وأخرى تمثلت في قوانين لم تراعِ ظروفهم، حيث تعاني الأسر السورية في الكويت مشاكل عدة، أبرزها وقف إصدار تأشيرات الزيارة أو الإقامة لأقاربهم من الدرجة الأولى، حيث يتعذر على الشخص استقدام أخته أو أخيه أو والده أو والدته رغم توافر كل الشروط المنصوص عليها للحصول على التأشيرة.
وكانت ابرز تداعيات قرار وقف التأشيرات للسوريين اضطرارَ عددٍ كبيرٍ منهم البقاء في الكويت رغم انتهاء مدة التأشيرة خوفاً من العودة إلى سوريا التي تشهد صراعاً دامياً منذ سنوات، خاصة من دُمر منزله وخسر عمله، ليتحول هؤلاء إلى ضحية بين فكي كماشة الحرب من جهة، ومخالفة القوانين الكويتية من جهة أخرى، ما يترتب عليه حرمانهم من التعليم أو الصحة أو العمل وسط تجاهل عدد من الجهات المعنية.
وقد اندلع شجار عنيف بين سوريين وكويتيين في منطقة صناعية في الكويت، على خلفية “خلاف مالي”.
وتداول مغردون كويتيون مقاطع مصورة للشجار العنيف الذي قيل إن عصيّاً وأدوات حادة استُخدمت فيه، ونتج عنه عدد من الجرحى.
وأصدرت وزارة الداخلية الكويتية بياناً أعلنت فيه عن إلقاء القبض على متورطين في الشجار، دون أن تكشف أسبابه.
وجاء في بيان الداخلية: “تمكن قطاع الأمن العام من ضبط أطراف المشاجرة التي تم تداولها عبر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بين مجموعة من الأشخاص بمنطقة الشويخ الصناعية، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الأطراف وإحالتهم لجهات الاختصاص”.
في المقابل، كشفت وسائل إعلام كويتية بعض التفاصيل عن أسباب الشجار، فقالت صحيفة اليوم السابع عبر حسابها في تويتر، إن الخلاف وقع ” بسبب ادعاء أحدهم بأن أحد العمالة رفض إرجاع مبلغ مالي بعد أن تبين أن الكمبريسر الذي ركبه لا يعمل جيداً”.
ونقلت صحيفة “نيوز تفتيش” عن صاحب الكراج الذي شهد الحادثة قوله: “5 تهجموا على عمالتي بسبب كومبريسور لا تتجاوز قيمته 70 دينار وسببوا لأحدهم بتراً في الأذن، والكراج لم يرفض إرجاع القطعة لكن العميل صمم على استعادة نقوده أولاً”.
وغرد عدد من الكويتين عن الحادثة، وأرفق بعضهم التغريدات بمقاطع مصورة للشجار، وطالبوا بترحيل السوريين واتهموهم بالغش وتشغيل قاصرين والعمل دون إقامة.