سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
اعتداد الكثير من مجرمي الحرب في سوريا على الذهاب إلى دول أوروبا ليصبح بصفة لاجئ هناك متناسيا أنه كان إحدى أدوات القتل والتنكيل بالشعب السوري فقد كشف المعتقل السابق في سجون النظام السوري حسين وردة عن متهم بجرائم حرب، فر إلى أوروبا بعد سنوات من عمله كمحقق في معسكر دير شميل سيئ الصيت بريف حماة، حيث تخصص ببيع وشراء المعتقلين والإتجار بهم، فكان يطلق سراحهم بعد قبض مبلغ كبير أو يعتقلهم لنفس السبب.
وقال وردة وهو شاهد على ممارسات عناصر وضباط النظام السوري في مراكز الاحتجاز إنه تعرض للتعذيب بعد اعتقاله عام 2013، بشكل عنيف جداً ولتكسير عظام اليدين والقدمين والوجه من قبل المحقق موفق ونوس الملقب بالحراق، حيث أكدت مصادر أنه وصل ألمانيا وطلب حق اللجوء في العاصمة برلين.
وأضاف وردة الذي هو من أهالي ناحية كرناز بريف حماة يقيم حاليا بمخيم في الشمال السوري، أن ونوس تعمد إذلاله داخل السجن بوضع حذائه في فمه واصفاً المشهد بالسيئ والمخجل، إضافة للضرب المستمر طيلة تواجده خلال فترة التحقيق معه.
والمحقق ونوس أمر وردة بأن يعترف بقتل 92 عنصراً من الدفاع الوطني في السلمية، وعندما رفض، تفنن في تعذيبه بمساعدة عناصره.
وأوضح وردة أن ونوس وعناصره استخدموا الكماشة لقلع أظافره، والمطرقة لتكسير أصابع قدميه، ووصل به الأمر إلى طلب الموت ليتخلص من العذاب، لكن ونوس كان يقول له لسا بكير.
وأوضح وردة إلى أن المحقق ونوس أنهك جسده وأتعبه لدرجة يأسه ما دفعه للطلب من سجين مهرب محروقات أن يشتريه من ونوس مهما كلف الأمر، وبالفعل خرج وردة من معتقل دير شميل بعد نحو شهرين ونصف قضاها في التعذيب وبرشوة بلغت 200 ألف ليرة سورية عن طريق هذا السجين.
وبين المعتقل السابق إلى أن معاملة ونوس معه اختلفت بعد موافقته على دفع المبلغ، حيث تحول الشتم إلى مديح ووصفه بالإنسان المخلص للبلد والمحترم وصاحب سمعة طيبة كاشفا عن رغبته ببيع المزيد من الموقوفين لديه.
وقد طالب وردة بمحاكمة الحراق في البلاد التي فر إليها، مبديا استعداده للشهادة وتقديم الأدلة للمحكمة.
ويتبع معسكر ديرشميل لميليشيا الدفاع الوطني، ويقع بعد 35 كيلو متراً غرب مدينة حماة، ونحو 7 كيلو مترات عن مدينة مصياف شرقاً، مرتكزاً عند منطقة جبلية تطل على جميع القرى المحيطة به.
فإلى متى يظن مجرمو النظام أنهم بعيدون عن يد العدالة.