سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كشفت مواقع إعلامية عن قيام شركة أمنية في سوريا تابعة لمليشيا فاغنر بفتح باب التطوع لديها واستقطاب الشبيحة من كافة الأعمار من خلال تقديم رواتب عالية بهدف إغرائهم وجعلهم ينضمون للقتال في صفوف الميليشيات الروسية، سواء داخل سوريا أو خارجها، ولا سيما في ليبيا وأوكرانيا.
وذكر موقع السويداء 24 بأنه تجمّع نحو ألفي شخص أمس أمام مبنى الشركة في منطقة الصياد بريف حمص للتسجيل، وذلك بعد أن تم الإعلان عن فتح باب الاستقطاب، مشيراً إلى أن التسجيل توقف بعد تقييد أسماء عدة مئات من الشبيحة بهدف إجراء الاختبارات الطبية والرياضية لهم.
وأوضح المصدر أن الأجور التي تدفعها ميليشيا فاغنر والبالغة ما بين 700 إلى ألف دولار تفوق ما تدفعه ميليشيات النظام السوري وإيران بكثير والتي لا تتجاوز 25 دولاراً شهرياً، الأمر الذي يجعل الكثير من مرتزقة الأسد يُقبلون عليها، وسط وضع معيشي واقتصادي شبه منهار في البلاد.
وذكر أحد المتطوعين أنه بعد أن نجح في اختبارات الصحة والرياضة برفقة مئات آخرين تم إخباره من قبل أحد مسؤولي الشركة أنهم سيتصلون به ويحددون موعداً للسفر وربما يستغرق الأمر بضعة أشهر.
ومن المعلوم أن شركة الصياد قامت بتجنيد آلاف الشبيحة والمرتزقة في سوريا منذ عام 2020 بهدف إرسالهم في المعارك ضد خارج البلاد، ولا سيما في ليبيا لمصلحة فاغنر لحراسة منشآت تستولي عليها روسيا هناك، أو حتى حراسة منشآت لموسكو داخل البلاد لكن برواتب أدنى من ليبيا.
الشركة لم تبلغ المنتسبين بوجهتهم الحقيقية بعد، لكن الترجيحات تشير إلى ليبيا، حيث سيخضعون هناك لدورات عسكرية وفي الغالب يتم بعد ذلك فرزهم كحرّاس منشآت لمواقع عسكرية أو نفطية توجد فيها قوات لموسكو أو فاغنر
وكانت الصياد فتحت العام الفائت باب التطوع للشبيحة للانضمام إلى القتال في أوكرانيا، لكن من قبل منهم لم يتم تبليغهم بموعد السفر وأرسل في الغالب إلى ليبيا، على الرغم من قيام موسكو بتقليص أعداد مرتزقتها هناك وتخفيض رحلاتها التي تنقل فيها المتطوعين شهرياً إلى مناطق يسيطر عليها حفتر بليبيا.
وحول طريقة استقطاب المرتزقة والشبيحة، فإن الشركة تملك موقعاً وقناة على وسائل التواصل الاجتماعي تلغرام حيث تقوم من خلالها بنشر إعلاناتها وما تحتاجها لجر المتطوعين إليها، مؤكدة أنها نشرت إعلاناً عن فتح باب الاستقطاب في 16 نيسان ، واضعة الشروط والأوراق المطلوبة ومحددة العمر بين 22-46 عاماً.
وقد وثقت في العامين الماضيين، مقتل ثلاثة عناصر من أبناء السويداء تم تجنيدهم في ليبيا، حيث قضوا خلال انفجار ألغام أرضية وليس أثناء المعارك، مضيفة أنه سبق وأن أدرج الاتحاد الأوروبي هذه الشركة على قوائم العقوبات، لضلوعها في تجنيد المقاتلين السوريين إلى أوكرانيا.
وكل تلك الإجراءات ليست سوى لمواصلة شن روسيا والنظام السوري وإيران حروبهم القذرة .