تركيا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كشفت صحيفة يني شفق التركية عن مخطط سرّي تحاول من خلاله بعض أحزاب المعارضة التركية استغلال النصيريين والتركمان السوريين الحاصلين على الجنسية التركية والموالين للأسد من أجل ضرب حكومة حزب العدالة والتنمية، وحشد الأصوات ضدها في المجتمع التركي.
وقال الكاتب في الصحيفة إرسين جيليك، في مقالة بعنوان “العمل السري لحزبي الشعب الجمهوري والجيد: أصوات السوريين المواطنين” إن حزب الشعب الجمهوري المعارض يجري محادثات خاصة مع المهاجرين السوريين الذين وصل إلى عناوينهم ومنازلهم، خاصة أولئك الموالين للأسد والنصيريين.
وأضاف أنه تم العمل على تصنيف أولئك السوريين ومدى قربهم من حزب الشعب الجمهوري بمعنى آخر “السوريين الموالين للشعب الجمهوري وأفكاره”، مضيفاً أنه لا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا التقت كنان كفتانجي أوغلو وغيرها من مسؤولي حزب الشعب الجمهوري بالناخبين السوريين قريباً.
ولفت الكاتب إلى أن تصريحات كليجدار أوغلو الأخيرة حول امتلاكه بيانات تتعلق بالناخبين غير متوفرة لدى المجلس الأعلى للانتخابات، بمن فيهم السوريون المجنسون، وأماكن إقامتهم وغيرها من المعلومات تثبت صحة ذلك، خاصة أن كليجدار أوغلو كان يبدو واثقاً جداً وفخوراً بنفسه خلال حديثه
وبصرف النظر عن مناقشة كيفية حصول حزب الشعب الجمهوري على القوائم غير الموجودة لدى المجلس الأعلى للانتخابات، فإن خطاب كليجدار أوغلو تجاه السوريين المجنسين والحاصلين على حق التصويت قد تغير.
وأوضح أنه بالرغم من أن أوميت أوزداغ هو الفاعل السياسي المناهض للمهاجرين في تركيا والذي يستهدف السوريين حالياً، إلا أن كمال كليجدار أوغلو هو من بدأ هذا الخطاب، عبر القول: “سوف نعيد السوريين إلى بلادهم في غضون عامين عندما نصل إلى السلطة”.
وأشار الكاتب إلى وجود سياسة جديدة تتعلق بملف السوريين في تركيا خاصة المجنسين منهم، متسائلاً: “هل لفت انتباهكم أن كليجدار أوغلو لا يصدر تصريحات تتعارض مع حقوق الإنسان، ولا يستهدف اللاجئين السوريين الفارين من الحرب منذ فترة إذ إنه انتقل إلى لغة بناءة أكثر وتصالحية. إذن فإن ما حدث هو أن كليجدار أوغلو ابتعد بسرعة عن خط أوميت أوزداغ”.
وأشار الكاتب في الصحيفة إلى أن “الشعب الجمهوري” قام مؤخراً بالتقارب مع السوريين عبر القيام بمساعدات إنسانية وأنشطة ثقافية مختلفة لهم في إسطنبول، موضحاً أن حزبَي الشعب الجمهوري والخير المعارضين أدركا أن غالبية السوريين المجنسين سيصوتون للعدالة والتنمية، لذلك شكّلا فرقاً وبدأا في الاتصال وعقد اجتماعات وتقديم بعض الوعود لهم.
وشاركت الصحيفة بيانات عن أعداد الأجانب المجنسين بالاعتماد على تصريحات من نائب وزير الداخلية إسماعيل تشاتكلي، في الأشهر الماضية.
وذكرت أن 200 ألف و950 سوري أصبحوا مواطنين أتراكاً منذ عام 2011، 47 ألف منهم تركمان، بالإضافة إلى ذلك، أصبح 17 ألف أفغاني مواطنين أتراكاً، و101 ألف و995 من الأهيسكا القادمين من جورجيا و6 آلاف و787 من الأويغور الأتراك مواطنين.
وقالت يني شفق إنه يمكن أيضاً إزالة هذه المعلومات من قوائم الناخبين المرسلة إلى الأحزاب السياسية عبر الهيئة العليا للانتخابات، بعد تصريحات كليجدار أوغلو التي قال فيها” نحن نعرف كل ناخب بمن فيهم أولئك الذين سيذهبون إلى صندوق الاقتراع لأول مرة.. المولودون في سوريا، والمولودون في أفغانستان، حتى نتمكن من استنتاج من حصل على الجنسية”.
و يجري حزب الجيد مفاوضات خاصة للحصول على أصوات التركمان السوريين والبالغ عددهم نحو 50 ألفاً، كما إنه قام بعمل قوائم من خلال وسطاء، والخطأ هنا هو “التفرقة السورية”، وفق الصحيفة.
ونوه الكاتب إرسين جيليك إلى أنه حتى ميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد والتي تروج دائماً لسياسة “سوف نُرسل السوريين” صدمت الجميع عندما اكتشف أن ابنها كان يعلم السوريين كيف يبدؤون أعمالهم التجارية الخاصة في تركيا.
وختم الكاتب بالقول إنه لا شك أن الجميع يدركون تماماً مدى أهمية اللعبة حتى عام 2023، إذ ننتظر عملية انتخابية تجبر المعارضة على استجداء أصوات السوريين والجنسيات الأخرى.