لطالما كان الزيتون وزيت الزيتون أساسيان في طعام السوريين نظراً لدخوله في معظم الأطباق والأكلات
ويقدر أن العائلة السورية كانت تحتاج سنوياً إلى نحو ٦٠ لتراً من الزيت كمؤونة إضافة إلى عشرات الكيلو غرامات من حب الزيتون حسب حجم العائلة إلا أن الارتفاع الكبير بسعر الزيت والزيتون قد يدفع الكثير من العائلات نحو تغيير نظامها الغذائي ويتوقع تجار الزيت أن يتراجع موسم العام الحالي من الزيتون بنحو ٣٠ في المائة عن العام الماضي لأسباب ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف وضعف قدرة المزارعين على ري أشجار الزيتون بالصهاريج ومياه الآبار
ففي العام الماضي و رغم وفرة الإنتاج تعدى سعر الكيلوغرام من الزيت ٢٠ ألف ليرة فالتصدير سيقلل من العرض في السوق المحلية ما يدفع الأسعار صعوداً
أما المواطنون الذين اعتادوا على تموين الزيت والزيتون حتى وصول الموسم التالي فيبدو أن خياراتهم باتت محدودة فغياب زيت الزيتون عن موائدهم بات أمراً عادياً في ظل ارتفاع أسعاره التي باتت تحلق عالياً ولحل هذه المشكلة لجأت الكثير من ربات البيوت إلى خلط الزيت النباتي بزيت الزيتون لتتمكن من إعداد أطعمة بحاجة للزيت كما أنهن في طريقهن للاستغناء عن الزيت النباتي بعد ارتفاع سعره هو الآخر
وتتباين أسعار الزيت بين منطقة وأخرى حسب وفرته ونوعيته فقد بلغ سعر تنكة الزيت الخريج في حمص ٣٠٠ ألف ليرة أما في مصياف فتتراوح بين ٣٥٠ الى ٣٦٠ ألف ليرة وفي اللاذقية تتراوح بين ٢٥٠ إلى ٣٠٠ ألف ليرة سورية
وتجاوز سعر كيلو الزيتون الأخضر ٤٠٠ ليرة سورية في معظم المناطق السورية
وأمام هذا الواقع الصعب يتجه السوريون إلى الزيوت النباتية لأن تكلفتها أقل رغم ارتفاع أسعارها وقلتها في الآونة الأخيرة إلا أنها تبقى أوفر من زيت الزيتون الذي استغنى عنه الكثيرين رغم أهميته كمصدر أساسي في الوجبات الغذائية وعلاج في بعض الأحيان
فإنتاج الزيتون تراجع هذا الموسم حوالى ٢٤ في المائة عن الموسم السابق ويتوقع أن تكون كمية إنتاج الزيت حوالى ١٠٤ آلاف طن.