رغيف الخبز أول حلم يستيقظ عليه السوريين كل صباح.

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

من الجدير بالذكر أنه من المعضلات الأساسية في سوريا تأمين مصدر الخبز الرئيسي ، وتأمين الأعلاف على حد سواء، وبالتالي يمكن القول إن النظام والمسؤولين هم الذين تسببوا في أزمات فساد واستغلال التجار وغيرهم من خلال التحكم بالخبز والأعلاف ورفع أسعارها، دون أن يتخذوا الإجراءات اللازمة والفورية لحل هذه الأزمة

فربطات الخبز التمويني المرتجعة من المعتمدين تذهب لصالح الأعلاف، نظرا لعدم إمكانية إعادة تدويرها أو الاستفادة منها في صناعة الخبز مجددا كونها تتحول إلى مواد “مسرطنة”، واصفا عمل بعض الأفران على إضافة كميات الخبز غير الصالحة التي قد تظهر في الإنتاج إلى العجين وإعادة إدخالها إلى الفرن مجددا بـ”المخالفة الجسيمة”.

فالوزارة سمحت للمعتمدين بإعادة كميات الخبز التي تزيد من حصتهم إلى الشركة في حال عدم طلبها من قبل صاحب البطاقة المسجلة، ضمانا لعدم تغريمهم بمبالغ مالية كبيرة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشكل عائقا حقيقيا أمام إقبال المعتمدين على القيام بمهامهم.

فكميات الخبز المهدورة نظرا لرداءته تجعل القرارات في تحديد الكميات غير ذات جدوى، خصوصا مع نوعيات الخبز متدنية الجودة، وسوء عمليات النقل والتخزين، ما يجعل توزيعها من قبل المعتمدين في حال تلاعبهم بالبطاقات غير ممكن لإحجام المستهلكين، كما أنها قد تتعرض للتلف خلال العملية في حال بقيت لساعات طويلة.

فموضوع الخبز لا يزال يعاني من تشعبات وخلل في عملية التوزيع والرقابة والجودة وغيرها على الرغم من التشدد في العقوبات، مبينا أن جميع الآليات لضبط هدر الطحين وتوزيع الخبز للمواطنين وفق الحاجة وضبط التسريب لم تؤت نتائج واقعية على الاقتصاد والكميات بقيت كما هي تقريبا، مع زيادة في أسعار السوق السوداء.

وإغلاق مخابز في دمشق تستخدم مادة مسرطنة تسمى “المعون” وهي نوع من أنواع الخميرة السام الذي يستخدم في صناعة خبز الصمون، حيث تكررت هذه الحادثة أكثر من مرة.

وتبريرات المسؤولين لهذه المخالفة الكارثية، بأن المخابز التي تستخدم هذه المادة حديثة المنشأ، وأنهم يجهلون أن هذه المادة ممنوع استخدامها في صناعة الخبز، أمر غير مقبول واستهتار بحياة المواطنين.

فحدوث هذه المشكلة إلى “تقاعس وفساد من قبل اللجان المشرفة فعند منح الموافقة لأية مخبز يتم إنشاؤه حديثا، فمن المفترض أن يكون هناك نظرة وجولة رقابية عامة على جميع عمليات الفرن وعماله والمواد التي يستخدمها في “التخبيز”، بالإضافة إلى وجوب دوريات التموين اليومية للمخابز لمعالجة مثل هذه المشاكل وعدم وقوعها التي قد تسبب بحالات الموت للمستهلكين.

لكن يبدو أن المسؤولين يتهاونون في مثل هذه الأمور وكله على حساب حياة المواطنين، حيث الفساد والمحسوبية، بات ينخر المؤسسات بشكل لا يطاق”.

ومسألة الفساد وغياب الدور الرقابي على الأفران، فهناك فساد ومحسوبيات من قبل القائمين على المخابز وتوزيع الخبز، حيث إنهم يقومون بسرقة كميات من الدقيق المخصص للمواطنين، بهدف بيعه بسعر أغلى لأصحاب المطاعم والفنادق ومحلات المواد الغذائية، وهذا يحدث تقريبا بشكل شبه يومي في كل أفران سوريا دون استثناء أي منطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.