كشفت صحيفة «دي تسايت» الألمانية عن تفاصيل ما أسمته «الحياة المرفهة المقيدة» التي يعيشها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعائلته في العاصمة الروسية موسكو، في مشهد قالت إنه «أقرب إلى سجن ذهبي منه إلى منفى اختياري».
وبحسب التقرير، يقيم الأسد مع زوجته وأبنائه في برج زجاجي فاخر داخل مجمع موسكو سيتي، حيث تملك العائلة نحو 20 شقة فخمة تم شراؤها منذ عام 2013 عبر شركات وهمية لإخفاء الصفقات، بينها ثلاث شقق متصلة تشكل مقر إقامته الدائم.
وتصف الصحيفة المكان بأنه تحفة من الترف المبالغ فيه، إذ تحتوي الشقق على حمامات من رخام كارارا الإيطالي، وأحواض سيراميكية ضخمة مزودة بأنظمة تسخين، ونوافذ تمتد لأربعة أمتار تطل على أفق موسكو، ما يتيح للأسد متابعة احتفالات يوم النصر الروسي في التاسع من مايو، «وبرفقته كأس شمبانيا»، كما تقول الصحيفة نقلاً عن مصدر روسي يدعى ناتاشا.
وتضيف «دي تسايت» أن العائلة تمتلك أيضاً فيلا منعزلة خارج موسكو، تشرف على أمنها شركة روسية خاصة بتمويل مباشر من الحكومة الروسية، فيما يتم نقل الأموال نقداً إلى هناك عبر مطار فنوكوفو، بعيداً عن أي تتبع مالي.
لكن هذه الرفاهية، وفق الصحيفة، مشروطة ومقيدة تماماً؛ إذ يُفرض على الأسد وعائلته صمت سياسي وإعلامي مطلق، مع خضوعهم لرقابة صارمة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB). ولا يُسمح للأسد بمغادرة المجمع السكني إلا نادراً، وغالباً لزيارة مركز التسوق في الطابق السفلي، بينما يُمنع من السفر أو الظهور العلني.
ويصف مصدر مقرب من الدائرة الضيقة للأسد، يُعرف باسم “إتش”، حالته النفسية بأنها «انعزال تام وهروب من الواقع»، قائلاً إن الأسد يقضي ساعات طويلة في ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، مضيفاً:
«كان شخصاً خجولاً ومذعوراً تحول إلى عنيف، لكنه اليوم يعيش بلا هدف… مكتفياً بالأموال التي سرقها».
وتشير الصحيفة إلى أن أسماء الأسد تخضع حالياً للعلاج من اللوكيميا الحادة في أحد المراكز الطبية بموسكو، بينما يعيش أبناؤهما حافظ وزين وكريم إلى جانبهما في الشقق نفسها. في المقابل، يقضي شقيقه ماهر الأسد وقته متنقلاً بين الفنادق الفاخرة مثل فور سيزونز، حيث «تملأ رائحة الشيشة والكحول أمسياته الطويلة».
ورغم محاولات النظام السوري ترويج صورة الأسد كقائد صامد، تكشف التفاصيل التي أوردتها «دي تسايت» عن واقع مختلف تماماً: زعيم معزول، يعيش تحت حماية روسية صارمة، في منفى فاخر يخفي هشاشته السياسية والنفسية.
