دير الزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعيش دير الزور اليوم، حالة من الصراع للسيطرة عليها تتجسد في تعدد وتنوع الميليشيات المنتشرة على أرضيها ولا تخفي تبعيتها في الوقت الذي تشهد حربا تكاد تأخذ الشكل العلني بين روسيا وإيران المليشيات المتعددة.
فقد عقد قادة ميليشيات “الدفاع الوطني” والأمن العسكري في مدينة دير الزور، اجتماعاً اليوم السبت، لحل الخلافات التي نشبت بين الطرفين خلال الفترة الماضية بسبب معابر التهريب.
فالاجتماع جرى في بلدة البغيلية الواقعة على أطراف مدينة دير الزور الغربية، وضم كلاً من فراس العراقية قائد ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور، وضباط فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري في المدينة على رأسهم العميد أحمد الخليل.
وعقد الاجتماع على خلفية الاشتباكات التي جرت الليلة الماضية بين عناصر الطرفين، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة دون وقوع إصابات بين الطرفين.
واندلعت الاشتباكات عند حاجز السلامة القريب من معبر بلدة البغيلية، بعد قيام عناصر الدفاع الوطني بتهريب مواد غذائية ومحروقات، من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وكانت الخلافات بين الطرفين وصلت ذروتها في شهر حزيران الماضي، عندما قامت دوريات تابعة للأمن العسكري بقيادة قائد شرطة دير الزور اللواء بلال سليمان محمود، بمداهمة أحد مقرات الدفاع الوطني في بلدة “حطلة” بريف دير الزور، واحتجزت عدداً من الآليات التابعة للمدعو فراس العراقية، وذلك بحجة عدم امتلاكها للتراخيص.
وكانت تلك الآليات تقوم باستخراج الحصى المخصص للبناء من نهر الفرات، وبيعه للأهالي في دير الزور وريفها، كذلك قامت دوريات الأمن بمداهمة أحد المستودعات التي تخزن فيها الميليشيا الحصى، واحتجزت شاحنتين محملتين بتلك المواد، بالإضافة لاعتقال سائقيهما.
كما ازدادت حدة الخلافات قبل ذلك بفترة وجيزة، على خلفية انضمام عدد كبير من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، لصفوف الفرقة الرابعة بدعم من حسن الغضبان نائب قائد الميليشيا في الريف الشرقي، وشقيقه رائد الغضبان أمين فرع حزب البعث.
يُشار إلى أن أغلب صراعات القوى والميليشيات التابعة لنظام الأسد في دير الزور وريفها، تدور حول النفوذ وتقاسم السلطة، وخصوصاً على معابر التهريب، حيث تفرض كل جهة من تلك القوى إتاوات وضرائب على البضائع أو المواد التي يتم نقلها عبر ضفتي نهر الفرات وكل تلك الصراعات الدموية والتي لم يكن لأبناء دير الزور لاناقة ولاجمل بها تحدث بشكل شبه يومي بين عناصر المليشيات.