درعا – مروان مجيد الشيخ عيسى
لاتزال الأوضاع الأمنية في درعا على صفيح ساخن.
فاليوم الخميس، هو اليوم السابع لحظر التجول في مدينة جاسم، التي تقع في منطقة “الجيدور” في ريف درعا الشمالي، والذي فرضه وجهاء المدينة مطالبين الأهالي الالتزام بالبقاء في منازلهم، ويأتي ذلك على خلفية الاشتباكات والمداهمات، التي ينفذها معارضون مسلحون من أبناء المدينة ومدن وبلدات أخرى لملاحقة قيادات وعناصر تنظيم (د ا ع ش)، في المدينة ومحيطها.
يوم الإثنين الماضي، قتل أحد أبرز قيادات التنظيم في الجنوب السوري، عبد الرحمن العراقي الملقب بـ”سيف العراقي”، وهو عراقي الجنسية، وقُتل معه عنصرين من التنظيم بعد مداهمة منزل كانوا يتحصنون فيه في المدينة، حيث تم تفجير المنزل من قِبل عناصر المعارضة بعد أن رفض العراقي ومن معه تسليم أنفسهم، لتتعرف زوجة العراقي على جثته بعد انتهاء العملية
قبل مقتل العراقي بيومين، وقعت اشتباكات بين أبناء المدينة وعناصر من (د ا ع ش)، أسفرت عن مقتل 3 من قيادات التنظيم بينهم القيادي اللبناني المدعو “أبو حمزة اللبناني”، كما قُتل 10 عناصر آخرين، وتم أسر عدد آخر.
وقتل عدد من عناصر المعارضة خلال هذا الاشتباك، وهم الشقيقان إبراهيم خالد عميرة وأسامة خالد عميرة من جاسم، ومعتز تركي البردان من طفس، وباسل محمد شامان السعدي من مدينة إنخل وأصيب آخرون بجروح.
والعمليات التي تنفذها المعارضة في جاسم، جاءت بعد أن اتخذ التنظيم من المدينة ومحيطها مسرحا لعمليات اغتيال وخطف، ليس في جاسم وحدها بل في مختلف أنحاء حوران، كما قام التنظيم بإنشاء محكمة شرعية في إحدى المزارع التي قام باستئجارها أحد عناصر بهوية مزورة، وبدأوا بمطالبة الأهالي بمراجعة هذه المحكمة فيما يشبه نشأة التنظيم في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي في أواخر العام 2014.
فالعملية لم تنته بعد حتى الآن، ولا تزال عمليات البحث عن عناصر وقيادات التنظيم مستمرة، والاشتباكات يمكن أن تندلع في أي لحظة، حيث أكدت مصادر أن الحملة ستستهدف منطقة “العالية” القريبة من جاسم والحي الغربي من المدينة، الذي لم تدخله المجموعات المعارضِة حتى الآن.
أيضا في سبيل محاربة التنظيم، أصدرت المجموعات المحلية في مدينة جاسم قبل أيام بيانا، يمنع تأجير المنازل داخل المدينة للغرباء دون التحقق من هوياتهم وشخصياتهم من مصادر مؤكدة، مضيفين أنه سيتم تحميل صاحب أي منزل يُقدم على تأجير الغرباء المسؤولية في حال كان المستأجر تابعا لـ(د ا ع ش) كما سيُعامل المؤجر على أنه تابع للتنظيم وسيتم تفجير منزله، ويبرر قادة المجموعات هذا القرار بأنه يسمح بضبط المقيمين في المدينة ومعرفتهم، والحيلولة دون تمدد التنظيم فيها من خلال تسلل عناصره وقياداته.
مع بداية الحملة الأمنية والعسكرية التي ينفذها عناصر المعارضة في جاسم، أعلنت وسائل إعلام تابعة لحكومة دمشق، أن قوات النظام تشارك في هذه العملية، إلا أن ذلك منفي بشكل قاطع من أبناء المدينة والمعارضين أنفسهم، واقتصرت المؤازرات لأبناء جاسم في اليومين الأول والثاني على مجموعات كانت سابقا تعمل مع اللجان المركزية في ريف درعا الغربي، ومجموعة من مقاتلي “اللواء الثامن” التابع إداريا لشعبة الأمن العسكري، وهم بحسب ما يقول عناصره بأن هذه التبعية إدارية فقط، وأن قتالهم إلى جانب أبناء جاسم هو بدافع “الفزعة” لأنهم جميعا أبناء حوران، وأيضا جاءت مساندة “اللواء الثامن” بطلب من أبناء جاسم ودون أي تنسيق مع النظام السوري بحسب تصريح من قيادي في اللواء.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الثلاثاء الماضي ، أن القوات الروسية والسورية حققت انتصارا في مدينة جاسم بريف درعا، من خلال القضاء على مجموعة من قيادات وعناصر تنظيم (د ا ع ش)، الذين قاموا باستهداف حافلة مبيت تابعة للفرقة الرابعة، قرب بلدة الصبورة في ريف دمشق الأسبوع الماضي والتي أدت لمقتل 19 من عناصر الفرقة التابعة لقوات النظام السوري ، والمرتبطة فعليا بالميليشيات الإيرانية.