عندما نسمع شهادات وقصص التعذيب في معتقلات نظام الأسد التي فاقت في قساوتها الهوليكوست والنازية نحتقر كل من لازال يدافع عن نظام يحمل كل القذارات فقد وصفت المعتقلة السابقة في سجون نظام الأسد هناء محسن حجم التعذيب والإرهاب النفسي الذي يتعرض له المعتقلون من قبل عناصر النظام وحكت محسن معاناتها بعد اعتقال ابنها في دمشق عام ٢٠١٣ من قبل قوات النظام وروت طريقة اعتقالها بعد ذلك بعام ووضعها في السجن من دون سبب وأشارت إلى الضرب القاسي والممنهج الذي يتعرض له المعتقلون والمسبب للإعاقة أحيانا
وأوضحت محسن أن ما رأته من إهانة في المعتقل وما سمعته من صراخ جراء التعذيب والضرب هو فصل آخر من المعاناة وكشفت تعمد رجال الأمن ضرب رؤوس المعتقلين بالحائط واستخدام العصي والسلاسل في تعذيبهم
واستغربت محسن اعتقال ابنها رغم أنه كان محبا لوطنه حتى أنه كتب أشعار تمدح بشار الأسد وأكدت أنها لم تسمع عنه أي أخبار منذ اعتقاله
وبحسب معلومات صادرة عن المعارضة السورية يعتقل نظام الأسد ٥٠٠ ألف شخص في سجونه كما تعرضت ١٣ ألف و٥٠٠ معتقلة إلى التعذيب أو الاغتصاب من قبل أفراد النظام ويوجد حاليا أكثر من ١٠ آلاف معتقلة و روت معتقلة سابقة في سجون النظام السوري ما تعرضت له من أهوال التعذيب والإذلال خلال احتجازها حتى أنها كانت تستنشق رائحة الجثث المحروقة في المعتقل
ووصفت رنا في حديث مفضلة عدم الإفصاح عن اسم عائلتها تلك الفترة بالكابوس الذي يلاحقها رغم إطلاق سراحها وأوضحت أنها عادت من تركيا إلى سوريا لأجل استخراج جواز سفر لابنتها قبل أن يعتقلها النظام السوري بتهمة الإرهاب والارتباط بالمعارضة خصوصا وأن زوجها وشقيقها ماتا في سجونه وأشارت رنا إلى أنه تم وضعها في حجرة صغيرة مظلمة وباردة وكثيرة الرطوبة مع ١٥ معتقلة أخرى
وبعد مدة أبلغوها بقرب الإفراج عنها قبل أن يضع أفراد الأمن شريطًا لاصقًا على عينيها وينقلوها إلى شعبة الأمن المعروفة باسم وحدة فلسطين في الشام
ولفتت إلى وجود معتقل للرجال في الطابق الأسفل وآخر للنساء في الأعلى داخل هذه الشعبة الأمنية وأن المعتقلين من الرجال والنساء وحتى الأطفال يرتدون فقط الملابس الداخلية
وتقول رنا إن التعذيب في المكان كان يجري يوميا وبشكل ممنهج حيث أصوات التعذيب التي لا يمكن تخيلها وحتى استعمال المرحاض يتطلب إذنا من الحراس وبعد أيام قضتها في وحدة فلسطين تم نقل رنا إلى شعبة أمنية أخرى وهناك عاشت نوعا آخر من العذاب حيث قضت أسبوعها الأول تنام على الأرض الباردة دون وجود أغطية
وفي معتقل فلسطين تتذكر رنا قيام عناصر الأمن بحرق أم وابنتها وهما على قيد الحياة كانتا في الغرفة المجاورة لها كما تتذكر تعرض اثنين من نساء حلب للاغتصاب وأضافت أنها كل ليلة تخلد فيها للنوم ترى كوابيس جراء ما عانته من تعذيب وإذلال وضرب في معتقلات النظام وما شاهدته من إجرام أفراد الأمن ضد المعتقلين من الرجال والنساء والأطفال وأعربت رنا عن حزنها الشديد لما يتعرض له المعتقلون في سجون النظام من معاملة غير إنسانية وتمنت الإفراج عنهم في القريب العاجل.
فهل يحق لهكذا نظام إجرامي أن يسمي خروج المعتقلين المظلومين بالمكرمة.