حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه: نهاية 40 عاماً من الكفاح المسلح ضد تركيا الاراء والتحليلات ………BAZNEWS – 12 مايو/أيار 2025

 

أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) رسميًا حلّ نفسه، منهياً أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح ضد الدولة التركية، وذلك في بيان صدر عن مؤتمره الثاني عشر الذي عُقد بين 5 و7 أيار/مايو الجاري، وفق ما نقلته وكالة “فرات” المقرّبة من الحزب.

وجاء هذا التحول التاريخي استجابةً لدعوة أطلقها مؤسس الحزب، عبد الله أوجلان، المسجون في جزيرة إيمرالي منذ عام 1999، حيث طالب مقاتليه في فبراير/شباط الماضي بإلقاء السلاح وحل الحزب. وقد لبى الحزب النداء في الأول من مارس، معلناً وقفاً فورياً لإطلاق النار.

وقال البيان الختامي للمؤتمر إن الحزب “أنهى الكفاح المسلح، وحلّ هيكله التنظيمي”، معتبرًا أن حزب العمال “أوصل القضية الكردية إلى الحل السياسي عبر النضال، وأكمل مهمته التاريخية”.

ردود فعل تركية ودولية:

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علّق على الحدث قائلاً: “نتقدّم بخطى ثابتة نحو هدف جعل تركيا خالية من الإرهاب”، مشيرًا إلى أن أنباء حل الحزب “كانت متوقعة في أي لحظة”.

من جهته، اعتبر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك القرار “نقطة تحول حاسمة” على طريق السلام، مشددًا على أن “المؤسسات الحكومية ستتابع العملية ميدانيًا بدقة”.

أما في الإعلام العالمي، فقد جاءت التغطية كالتالي:

  • رويترز: “حزب العمال الكردستاني يحل نفسه وينهي التمرد المسلح ضد تركيا”.
  • بلومبرغ: “خطوة تاريخية قد تعزز طموحات تركيا الإقليمية”.
  • سكاي نيوز: “انتهاء الصراع المسلح الذي استمر 40 عامًا”.

مضامين البيان الكردي: من الكفاح إلى السلام

البيان الختامي لمؤتمر الحزب قدّم مراجعة شاملة لمسيرة التنظيم منذ تأسيسه عام 1978، مرورًا بانطلاق التمرد المسلح عام 1984، وحتى لحظة التحول نحو العمل السياسي.

وأكد الحزب أن نضاله ضد سياسات “الإنكار والإبادة” أوصل القضية الكردية إلى مرحلة جديدة من الوعي السياسي، مطالبًا بضمانات قانونية لحرية العمل السياسي، وإشراك البرلمان التركي والأحزاب والمنظمات المدنية في إدارة المرحلة المقبلة.

كما دعا المؤتمر إلى “تأسيس مجتمع ديمقراطي، قائم على الاكتفاء الذاتي واللغة والهوية الكردية”، مشيرًا إلى أن “شعبنا سيقود مرحلة السلام والتنظيم المجتمعي بطريقة أكثر وعيًا ومسؤولية”.

تكريم قيادات تاريخية

ختم المؤتمر بإعلان استشهاد فؤاد علي حيدر كايتان (2018) ورضا ألتون (2019)، اللذين اعتُبرا رمزين للوفاء والنضال، وأُهدي المؤتمر إلى ذكراهما.

تحليل BAZNEWS:

يُعدّ قرار حل حزب العمال الكردستاني، الذي لطالما صنّفته تركيا وحلفاؤها “منظمة إرهابية”، تحولاً جوهرياً في ملف النزاع الكردي التركي. وبينما تراهن أنقرة على مرحلة “تركيا الخالية من الإرهاب”، يتطلع الأكراد إلى دور فاعل في الحياة السياسية يضمن الحقوق والهوية بعد عقود من المواجهة.

هل تشكّل هذه الخطوة بداية لسلام دائم في تركيا والمنطقة؟ أم أن التحديات أمام الحل السياسي ما تزال قائمة؟

الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في رسم معالم المرحلة الجديدة.

رائع، إليك الفقرة التحليلية مضافة في ختام المادة الصحفية بصياغة احترافية تعكس وجهة النظر السورية:

رؤية سورية: حلّ الرأس لا يكفي ما دامت الأذرع تعبث بالأمن

يرى محللون سوريون أن إعلان حلّ حزب العمال الكردستاني خطوة ضرورية نحو استقرار المنطقة، لكنها غير كافية ما لم تُستكمل بتفكيك الأذرع والكيانات التابعة للحزب، التي لا تزال تنشط تحت غطاءات سياسية وعسكرية متعددة.

ففي حين تم إنهاء الهيكل التنظيمي المركزي للحزب، تبقى منظمات مثل منظمة المجتمع الكردستاني (KCK) واتحاد المجتمعات الكردستانية (KKK) تمثل المرجعية الفكرية والإيديولوجية التي تستند إليها الحركات الكردية المرتبطة به في مناطق مختلفة، خاصة في شمال شرقي سوريا.

وفي هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في استمرار نشاط ميليشيات مثل قوات حماية الشعب (YPG) وقوات حماية المرأة (YPJ)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، و”قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”، التي تتبنى أدبيات وأهداف “العمال الكردستاني”، وتضم في صفوفها قيادات وكوادر من الحزب ذاته.

ويؤكد هؤلاء أن “حلّ الرأس وترك الأذرع تعبث بالأمن” لن يؤدي إلى سلام فعلي، بل إلى إعادة إنتاج التهديد الأمني بشكل جديد، معتبرين أن استئصال الخطر يقتضي إنهاء وجود هذه الفروع ميدانياً وسياسياً، لا مجرد الإعلان الرمزي عن تفكيك المركز.

تقرير بريطاني يرسم ملامح ما بعد تفكيك حزب العمال الكوردستاني …. سيروان حسين / وكالة BAZ الإخبارية

ذكر موقع ميدل ايست آيالبريطاني، أن حزب العمال الكوردستاني، الذي شكل تحديات كبيرة للعلاقات التركية – العراقية، على وشك التفكك، وهو ما يمثل نقطة تحول في الصراع المستمر منذ عقود، وسيكون له تداعيات كبيرة على بغداد وأربيل.
واعتبر التقرير
أن تفكك حزب العمال الكوردستاني (PKK)، مع إعلانه نهاية كفاحه المسلح، سيثير تساؤلات حول مصير أعضائه المتمركزين في جبال قنديل التي تحولت إلى مقر للحزب في إقليم كوردستان منذ عقود.
وأشار إلى أن دعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان مؤخراً إلى حل الحزب، تشكل تحولاً مهماً في الصراع، وستكون له تداعيات على اللاعبين الإقليميين، لأن إغلاق “هذا الملف المزعج” قد يؤدي إلى تبدل مسار العلاقات بين أنقرة وأربيل وبغداد، بشكل كبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.