لن ينسى التاريخ أبدا أن حافظ أسد الحاقد على الأمة العربية والإسلامية في يوم ما وضع يده بيد إيران عدوة العرب والمسلمين رغم أن جميع الدول العربية لها فضل عليه إلى يوم القيامة فقد غدر بكل الدول العربية وحالف إيران وأما عن دوافع إيران لتحالفها مع حافظ الأسد وذلك لتوفير منصّة انطلاق للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية فإيران كانت تخطط لإيجاد موطئ قدم وقاعدة انطلاق سياسي في المنطقة العربية عبر القاطرة السورية ومن خلال رعاية طهران تأسيس حزب الله اللبناني مما يؤمن لإيران دعم المنهج الفكري الخميني عبر إمداد الحزب المذكور بالسلاح والمال
وأن إيران استخدمت حزب الله كأداة سياسية في لبنان فطهران مارست في بيروت دبلوماسية الرهائن لأن قادة إيران رأوا في احتجاز الرهائن وسيلة للمقايضة للحصول على صفقة أفضل
وتأتي محاصرة الرئيس العراقي السابق صدام حسين والسعي لإسقاطه سبباً ثانياً لتحالف إيران مع حافظ الأسد.
والبعد الديني المذهبي هو أحد حوافز التقارب بين سوريا وإيران فالرابطة المذهبية في النهاية كانت الأقوى والأكثر ثباتاً في فهم تحالف إيران وحافظ الأسد على اعتبار أن الأسد كان يوظف هذا التحالف في الحفاظ على نظامه.
فهناك تشابهاً بين النظامين في سوريا وإيران الخمينية فالنظام الإيراني نظام سلطوي شعبوي وبدوره نظام حافظ الأسد أنشأ نظاماً سلطوياً شعبياً وأن النظامين يتسمان بالشمولية وأن هذا التشابه يسر اتخاذ القرار المتعلق بتوثيق الروابط بين النظامين خصوصاً أن النظام الإيراني سلطة القرار فيه مركز في يد الولي الفقيه مثلما كانت تتركز السلطة في يد حافظ الأسد
فمسيرة النفوذ الإيراني في لبنان والتي كانت من مهام الحرس الثوري فهل كان موقف حافظ الأسد من التمدد الإيراني المتواصل في لبنان عبر حزب الله خطأً في التقدير السياسي أم أنه كان تعامياً متعمداً عن هذا الواقع
فسوريا أصبحت ساحة تتقاسم فيها إيران والميليشيات النفوذ والسلطة مع النظام السوري الحاكم في عهد بشار الأسد فإيران استخدمت عنصر التقية السياسية الكامنة في السياسة الإيرانية بالتخطيط لوضع أسس وقواعد لنفوذها في لبنان وهذا الوجه الحقيقي للسياسة الإيرانية بدأ ينكشف في المنطقة العربية في مرحلة لاحقة فحافظ الأسد كان سبق ووجه دعوة للخميني للإقامة في سوريا بعدما غادر العراق إلا أنه فضل الذهاب إلى فرنسا على الرغم من أن إيران الشاه كانت قد أعطت الأسد قرضاً بقيمة ١٥٠ مليون دولارا أميركيا بعيد حرب تشرين عام ١٩٧٣
فالدوافع الإيرانية الحقيقية لتحالف طهران وحافظ الأسد كانت جزءاً من استراتيجية حافظ الأسد الخبيثة.