جارة الوادي التي سحرت قلوب العشاق،،

وهي مدينة زحلة هي مدينة لبنانيّة تتبع إداريّاً لمحافظة البقاع وهي مدينة قديمة جداً وتمّ استوطانها من قِبل الرّومان، وهذا ما دلّت عليها الآثار التّاريخيّة التي تركوها خلفهم وكان الرّومان يتّخذون الكثير من الآلهة ومن بينها عبادة الكواكب مثل كوكب زحل الذي يرمز إلى آلهة الخصب والخير موقع مدينة زحلة تقع مدينة زحلة على قمّة جبل صنين في محافظة البقاع اللبنانيّة وتحتل زحلة موقعاً متوسّطاً في لبنان وخصوصاً على الطّريق الذي يربط مدينة بيروت ومدينة دمشق السّورية ترتفع مدينة زحلة عن مستوى سطح البحر حوالي 966م ويحدّ مدينة زحلة من الشّرق الحدود السّورية ومن الغرب محافظة جبل لبنان ومن الشّمال مدينة بعلبك ومن الجنوب مدينة البقاع الغربي وتبعد زحلة عن العاصمة بيروت مسافة لا بأس بها تقدّر50كم.
ماهو سبب تسمية مدينة زحلة يعود تسمية مدينة زحلة بهذا الاسم نسبة لكوكب زحل ومن الأقوال الأخرى في تسميتها بهذا الاسم نسبةً إلى أحد ملوك قبائل بني هلال ويسمّى الملك زحلان بن هلال الذي حكم هذه المدينة في القرن 7م ومن أسباب تسميتها بهذا الاسم أيضاً نسبةً إلى طبيعة الأرض الجيولوجية التي تزحف وتزحل من مكانها أي تتحرّك بمقدار بسيط من مكانها وتلقّب زحلة بلقب عروس البقاع بسبب خصوبة أراضيها الصّالحة للزراعة ونذكر أنّ هناك أسماءٌ عديدةٌ تمّ تسمية زحلة بها مثل: عروس لبنان جارة الوادي و دار السلام و وادي النّمورة و وادي السباع.
ولقد تغنى بها الشعراء وأبرز قصيدة في مدينة زحلة قصيدة أمير الشعراء احمد شوقي ياجارة الوادي يقول فيها :

يا جارة الوادي طربت وعادني

ما زادني شوقا إلى مرآك

فقطّعت ليلي غارقا نشوان في

ما يشبه الأحلام من ذكراك

مثلتُ في الذكرى هواك وفي الكرى

لما سموت به وصنت هواكِ

ولكم على الذكرى بقلبي عبرة

والذكريات صدى السنين الحاكي

ولقد مررت على الرياض بربوة

كم راقصت فيها رؤاي رؤاكِ

خضراء قد سبت الربيع بدلها

غنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ

لم أدر ما طيب العناق على الهوى

والروض أسكره الصبا بشذاكِ

لم أدر والأشواق تصرخ في دمي

حتى ترفق ساعدي فطواك

وتأودت أعطاف بانكِ في يدي

واحمر من خديهما خداكِأ

أين الشقائق منك حين تمايلا

وأحمرّ من خفريهما خدّاك

ودخلت في ليلين: فرعك والدجى

والسكر أغراني بما أغراك

فطغى الهوى وتناهبتك عواطفي

ولثمتُ كالصبح المنور فاكِ

وتعطلت لغة الكلام وخاطبت

قلبي بأحلى قبلة شفتاكِ

وبلغت بعض مآربي إذ حدّثت

عيني في لغة الهوى عيناكِ

لا أمس من عمر الزمان ولا غد

بنواك..آه من النوى رحماكِ

سمراء يا سؤلي وفرحة خاطريج

مع الزمان فكان يوم لقاكِ

ولقد غناها مطربون كثر من أبرزهم محمد عبدالوهاب ولاتزال زحلة مدينة السحر والجمال تعج بالحياة وتنبض بالحب. 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.