في حياتنا كثيرا ما يخدع المرء بأحدهم بسبب مظهره الخارجي فمن لايعرف حقيقية بشار الأسد وينظر لصورة الرجل اللبق الانيق فهذه الصورة لاتعكس حقيقته بأنه الحاكم المستبد الذي يقود حربا بلا هوادة ضد معارضيه
ولا تعكس البنية الجسدية لبشار البالغ من العمر ٤٩ عاما الصورة النمطية للحكام العرب الذين عرفوا بسلطتهم الحازمة فمقارنة بالملامح الحازمة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين أو الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تبدو ملامح الأسد ذي البشرة البيضاء والعينين الزرقاوين أقل حدة وغالبا ما ترافقها ابتسامة خجولة يخفي تحتها حقد أسود
وبطوله الفارع وبنيته الجسدية النحيلة يناقض الأسد الصورة التقليدية لنظرائه العرب وعلى عكس غالبيتهم نادرا ما ظهر بالزي العسكري بل كان دائم الظهور ببزات رسمية غربية الطراز مرفقة بربطة عنق أنيقةولا ينطبق هذا المظهر على الصورة التقليدية لزعيم يحكم بلاده بقبضة من حديد وقائد اعلى لقوات مسلحة بنيت على عقيدة حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ العام ١٩٦٣
وتبدلت حياة طبيب العيون السابق بشكل جذري العام ١٩٩٤ اثر وفاة شقيقه الأكبر باسل الذي كان يتحضر لحكم البلاد خلفا لوالده حافظ الاسد في حادث سير قرب دمشق واضطر بشار وهو الابن الثاني بين ثلاثة شبان إلى العودة من لندن حيث كان يتخصص في طب العيون وحيث تعرف إلى زوجته أسماء الأخرس المتحدرة من إحدى ابرز العائلات السنية السورية والتي تحمل الجنسية البريطانية وكانت تعمل مع مصرف جي بي مورغان في الوسط التجاري للندن
في سوريا قفز الأسد في السلك العسكري قبل أن يدرسه حافظ أسد الملفات السياسية والذي وصل إلى سدة الحكم العام ١٩٧٠ بطرق خبيثة قذرة والذي تحول مع مرور الأعوام تلاعب في سياسة الشرق الأوسط والصراع العربي الاسرائيلي واكسب بلاده دورا اقليميا قذرا يظهر شيء ويبطن خيانة للبلد وعمالة لكل أعداء الشعب فالمظاهر غالبا لاتدل على حقيقة الأمور.