الوضع في درعا يرعب السكان مما يضطرهم إلى النزوح

درعا – مروان مجيد الشيخ عيسى

اشتباكات ومعارك للمرة الثانية خلال عام ، كانت لها آثار سلبية على أهالي وسكان هذه الأحياء الذين لم يكادوا يستقروا بعد حصار الفرقة الرابعة لهذه الأحياء في شهر تموز من العام الماضي، إذ نزح في ذلك الوقت نحو 35 ألف مدني، واليوم يتكرر نفس المشهد مع الاشتباكات التي تجري بين مجموعات محلية ومجموعات تُتَهم بإيواء عناصر من تنظيم الدولة (د ا ع ش)

ومنذ اليوم الأول من الاشتباكات خرج عدد قليل من الأهالي، لاعتقادهم أن ما يجري لن يستمر لأكثر من يومين، لكن مع اشتداد المعارك وسقوط قتلى من الطرفين، واستهداف منازل المدنيين، أطلق الأهالي نداءات استغاثة للسماح لهم بالخروج لتبدأ معاناة نزوح جديد.

العديد من العائلات التي استغلت إيقاف القتال استطاعت الخروج من الأحياء المحاصرة وحمل الضروريات من المفروشات، كما حمل البعض كامل مفروشات بيته خوفا من أن يتم تدميرها أو حرقها أو حتى سرقتها، لكن ما صادفهم هو الصعوبة في العثور على السكن لعدم وجود أقارب لهم.

لطالما كانت المخلفات الحربية، سواء كانت الألغام أو العبوات الناسفة، أو الذخائر غير المنفجرة تشكل خطرا قاتلا للمدنيين وخاصة للأطفال الذين لا يملكون الوعي الكافي للتمييز ما إذا كانت هذه الأجسام خطيرة أو لا، حيث لا يزال هناك الكثير من هذه المخالفات في أحياء درعا منذ حصار الفرقة الرابعة في لعام الماضي.

مصدر خاص من درعا البلد، أفاد أن خمسة أطفال أُصيبوا مساء أمس الخميس في حي الأربعين بدرعا البلد، إثر انفجار جسم غريب من مخلفات قصف قوات النظام على الأحياء السكنية، وذلك في الوقت الذي كانوا يلعبون في الحي.

السبت الماضي، قام انتحاري تابع لتنظيم الدولة (د ا ع ش) بتفجير نفسه في منزل يعود لأحد القياديين السابقين في المعارضة في درعا البلد، ما أدى لمقتل 4 أشخاص ومنفّذ العملية وإصابة آخرين، وهذا ما دفع المجموعات المحلية في درعا البلد باتهام أطراف متواجدة في حي طريق السد ومخيم درعا بإيواء قيادي هام وعناصر تابعين للتنظيم.

وبعد العملية الانتحارية، أعلنت المجموعات أنها ستقوم بتنفيذ عملية عسكرية للقضاء على عناصر التنظيم في هذه الأحياء، ومساء السبت وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للواء الثامن إلى درعا البلد لدعم العملية العسكرية.

صباح الإثنين الماضي، أطلقت المجموعات المحلية العملية العسكرية ضد عناصر التنظيم والمجموعات التي تأويهم متهمة هذه المجموعات بالانضمام للتنظيم، وبدأت الاشتباكات بشكل متقطع بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ما أدى لمقتل عنصرين محسوبين على التنظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.