سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
اعتاد إعلام النظام السوري على تكرار روايته منذ بداية الثورة، بأنّ الحراك الشعبي مؤامرة كونية تحركها أصابع خارجية،لإقناع السوريين بروايته، خاصةً الموالين، فقد خاض في وحول تدليس وكذب وخداع لم يسبقها إليه أي إعلام في العالم من قبل.
فقد كان الإعلام الأداة الأولى قبل البندقية للنظام في تمزيق نسيج المجتمع السوري، وقد منع الكثير من القنوات الإعلامية من تغطية الأحداث ، فقد أعلن النظام السوري يوم السبت إلغاء اعتماد هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC) لاتهامها بتقاريرها المضللة، بخطوة قذرة بحق وسيلة إعلام دولية في سوريا التي مزقتها حرب النظام الكونية.
فقد ذكرت وزارة إعلام النظام السوري في بيان إنه :نتيجة عدم التزام القناة بالمعايير المهنية وإصرارها على تقديم تقارير مسيسة ومضللة .
وقال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية إن بي بي سي نيوز العربية تمارس صحافة مستقلة محايدة وتتحدث إلى الناس من مختلف الأطياف السياسية لإثبات الحقائق، من دون أن يعلق مباشرة على خطوة النظام السوري.
وأردف المتحدث في بيان :سنواصل تقديم أخبار ومعلومات محايدة لجماهيرنا في جميع أنحاء العالم الناطق بالعربية.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد نشرت تقريرا الشهر الماضي حول ما قالت إنها روابط مباشرة بين تجارة الكبتاغون وعائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد وكذلك جيش النظام السوري.
وكانت قد اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي النظام السوري بإنتاج وتصدير المخدرات وأشارت إلى ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في جيش النظام وشقيق رئيس النظام، بأنه من الشخصيات الرئيسية الضالعة في هذه تجارة الكبتاغون.
وذكرت وزارة إعلام النظام السوري أنه منذ اندلاع الثورة عام 2011 تعمدت قناة بي بي سي من وقت لآخر تقديم معلومات وتقارير غير موضوعية ومزيفة عن الواقع السوري كما ادعت ،وتم تنبيه القناة أكثر من مرة إلا أنها واصلت بث تقاريرها المضللة بالاستناد إلى تصريحات وإفادات من جهات إرهابية ومعادية.
ومن النادر إلغاء اعتماد ممثلي وسائل إعلام دولية في دمشق، حيث يعمل مراسلون محليون في وسائل الإعلام الأجنبية القليلة المتبقية، إذ غادر العديد من الصحفيين الأجانب البلد مع تزايد الحرب.
وكانت مراسلون بلا حدود ذكرت بأنه تحتل سوريا المرتبة 175 من 180 على مؤشر حرية الصحافة حيث يفرض النظام السوري قيودا صارمة على التغطية الإعلامية داخل المناطق التي يسيطر عليها.