النظام السوري بين قطيعة العرب وتطبيعهم

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

بعد ماحدث في سوريا منذ ٢٠١١ وإلى يومنا الحاضر هناك العديد من الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع النظام السوري مما تسبب بعزلته عربيا 

ولا يبدوا أن فك العزلة العربية عن النظام المتمثلة بمبادرات تقودها أكثر من دولة عربية لا تحقق النتائج المرجوة منها بسبب تصلب موقف الدول الممانعة لعودة النظام السوري إلى مقعده في الجامعة العربية. عزلة الأخير عربيا أمر يرتبط  باعتبارات إقليمية ودولية بصورة رئيسية، لذلك فإن فك هذه العزلة يرتبط بتغير هذه الاعتبارات ومنها الموقف من إيران وتطور نفوذ الأخيرة داخل سوريا، والموقف الغربي وتحديدا الأميركي من النظام وتغيرات هذا الموقف.

 إلى جانب ذلك، فإن النظام السوري لم يبد أي استجابة لمتطلبات مساعي التطبيع التي قادتها دول عربية مثل الأردن والإمارات تجاهها، ما يعني أنها ستبقى معزولة حتى أمد غير معروف، مما يزيد من تدهور الواقع الاقتصادي والمعيشي ضمن مناطق سيطرته خاصة مع عدم تجرؤ أي من الدول التي تقود مبادرات التطبيع على القيام بإجراءات جذرية تخص التحويلات المصرفية والمساعدات الإنسانية الضخمة، بسبب خوفها من العقوبات الدولية.

النظام السوري يرى أنه انتصر في الصراع السوري الداخلي وباتت المعركة مختلفة بحسب الدعاية الرسمية، تتعلق بالاقتصاد والوضع المعيشي، ونتيجة إفلاسه الاقتصادي يحاول النظام دائما فتح علاقات ضمن النطاق العربي، بهدف تخفيف آثار الحصار الاقتصادي الغربي والحصول على مساعدات إنسانية وإغاثية ومالية.

 موقع “ميدل إيست آي” البريطاني وصف في تحليل منشور له في شباط الماضي، سلطنة عمان بأنها مهندس تطبيع العلاقات العربية مع النظام ، وقال الموقع البريطاني إنه مع تحسن العلاقات بين سوريا وجيرانها مرة أخرى بعد عقد من اندلاع الحرب السورية لأول مرة، أصبحت دمشق وجهة شعبية لكبار الشخصيات العربية.

وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لم يكن آخر مسؤول كبير التقى ببشار الأسد في كانون الثاني فحسب بل مثلت الزيارة الدور الرائد الذي تلعبه بلاده في التطبيع العربي مع سوريا. أيام العزلة الطويلة والاضطراب الإقليمي في سوريا بدأت في التحول ويعود جزء كبير من إعادة الدمج إلى الدور الحاسم الذي تلعبه مسقط ورهانها على الحفاظ على خطوط اتصال وعلاقات واضحة مع النظام  في أسوأ الأوقات.

التقارب الإقليمي الأوسع مع النظام ، بحسب الموقع هو عملية معقدة للغاية، لأسباب ليس أقلها التحذيرات الأمريكية والأوروبية و رفض المملكة العربية السعودية الالتزام بالمشاركة في ظل الظروف الحالية وهو ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا.

لكن الموقف الأميركي يبدو واضحا حول عودة العلاقات مع النظام . نيد رايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قال في تصريحات نقلتها قناة الحرة الأميركية، في 22 من الشهر الجاري، ردا على سؤال عن التقارب التركي مع النظام السوري ، إن واشنطن أوضحت للحكومات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها أن الوقت الحالي ليست وقت التطبيع مع النظام السوري .

فالخلافات العربية حول التطبيع مع النظام تبرز قبيل كل اجتماع للجامعة العربية وبالأخص عندما تكون الدولة المضيفة تمتلك علاقات جيدة مع الحكومة السورية، ما يجعلها تحاول من خلال دورها كرئيس للجلسة استعاد النظام مقعده ضمن الجامعة العربية، وفي المقابل ترفض الدول العربية التي قطعت علاقاتها بالنظام  منذ العام 2011 مثل هذه المبادرات حيث ترى أن الأسباب التي أدت لاتخاذ قرار تعليق مشاركة النظام الجامعة ما تزال قائمة.بسبب تعنت النظام السوري وإصراره على قتل الشعب السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.