سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تألق عدد من السوريين في دول المهجر خلال السنين القليلة التي أعقبت الثورة السورية، وطبعوا بصمتهم في جوانب مختلفة، مؤكدين بذلك أن اللجوء ليس عائقًا للنجاح. إنجازات هؤلاء الشباب مثّلت ردًا على ما يكرره البعض من أن اللاجئين “عالة” على البلدان التي يلجؤون إليها، كما أنها سرّعت اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون بها.
فهناك نماذج للاجئين سوريين لمع نجمهم في مواطن لجؤوا إليها، عبر ابتكاراتهم في مجالات علمية، لم يكتب لها كلها أن تسلك طريقها إلى السوق بالضرورة، إلا أنها تبرز الوجه العصامي والريادي لشباب سوريا.
من هؤلاء السوريين كان المهندس السوري عبد الرحمن الأشرف الذي حصل على جائزة “الشباب الأوروبي الرقمي” لعام 2016 عن مشروع “فري كوم” في مدينة غراس النمساوية، المشروع الذي أعطته صوتها لجنة التحكيم المؤلفة من 16 عضوًا أوروبيًا، من بين 167 مشروعًا مقدمًا، تضمن تقنية جديدة تتيح للمستخدمين إمكانية التواصل وإجراء المكالمات وإرسال الرسائل والأخبار بشكل مجاني حتى في حال انقطاع الاتصالات أو عدم توافر مزود خدمة الإنترنت أو أبراج تغطية أو أقمار صناعية، وتؤسس التقنية لطرق مبتكرة لتكوين شبكة بين الأشخاص بالاعتماد على هواتفهم الذكية بدلًا من أبراج التغطية والأقمار الصناعية، ويزيد اتساع وقوة الشبكة مع ازدياد الأشخاص المتصلين بها.
كان المقصد الأولي من هذه الفكرة مساعدة الأشخاص في مناطق الحروب أو الكوارث، لتتسع وتشمل جميع الأماكن التي تعاني من سوء اتصالات أو شبكة إنترنت ضعيفة.
ونجح المهندس السوري محمد جمعة عبدو بتصميم سيارة تعمل بالطاقة الشمسية والكهربائية، مهندس الكهرباء والإلكترون الذي ألجأته ظروف الحرب إلى تركيا عام 2011، زود السيارة بلوحات وصفائح تمكنها من العمل بالطاقة الشمسية، وعن طريق الكهرباء، إذ تسير البطارية الكاملة مسافة 100 كيلو متر، ويمكن إعادة شحنها بشكل تام خلال 4 ساعات.
السيارة تحتوي على حساس للمطر ومسجلة ونظام ذكي للعودة إلى الخلف ونظام ملاحة (خرائط جوجل)، ومزودة أيضًا بـ5 كاميرات لمراقبة الطريق، اثنان منها يعمل بدلًا عن المرايا الجانبية وتسهيل الرؤية في الجو الماطر والضبابي، كما أنها تتسع لأربعة أشخاص وتستطيع السير بسرعة تصل حتى 70 كيلومترًا في الساعة.
استطاع الباحث مأمون الطاهر ابتكار جيل جديد من مادة “الغرافين” يمنع تحولها إلى “الغرافيت”، ولم يستطع العلماء على مدى عقود حل مشكلة تعاني منها مادة الغرافين، إذ إن المكونات المجهرية لهذه المادة تلتصق ببعضها عند إعادة إنتاجها، ما يفقدها خصائصها الفريدة، وأهمها المرونة والقساوة في الوقت ذاته.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة غارفماتيك استطاع تطوير مادة تسمى “آروس غرافين” تمنع التصاق المكونات المجهرية للغرافين عبر تشكيلها فواصل تتخلل تلك المكونات، وبذلك يمكن استخدامها في العديد من الصناعات، وتعد الغرافين مادة فريدة في عالم الكيمياء ولها خصائص لا تملكها أي مادة أخرى، إذ يمكن جعلها أكثر قساوة من الألماس أو أكثر ليونة من المطاط، كما أنها توصل الكهرباء والحرارة بشكل أفضل من أي مادة أخرى.
حقق يمان أبو جيب المركز الأول في مسابقة نجوم العلوم، التي تنظمها مؤسسة قطر لتنمية المهارات لدى الشباب العربي، وحصد يمان نتيجة 37.2% متفوقًا على كلٍّ من المصري عمر حامد والسعوي حسن البلوي اللذين حلّا في المركزين الثاني والثالث تواليًا.
وابتكر يمان غسالة شمسية سماها “Glean” تعمل بالطاقة الشمسية وتوفر 60 لترًا من كمية المياه المستخدمة في الغسالات الكهربائية العادية، يمان أكد أن هدفه لن يقتصر على تطوير “غلين” بل سيسعى “لمنح الشباب في جميع أنحاء المنطقة الثقة بقدرتهم على تحسين حياة الناس من خلال الابتكار”، ومنذ بدء المسابقة قبل 10 سنوات، كان يمان هو السوري الأول والوحيد الذي حصل على المركز الأول.