تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية عن خطوات التقارب التي أبدتها تركيا خلال الفترة الماضية للتقارب النظام تثير قلق اللاجئين السوريين في تركيا فضلا عن المنفيين والنازحين الذين يخشون الإعادة القسرية.
وبينت الصحيفة في تقرير لها أن السوريين أعربوا عن قلقهم في مناطق المعارضة والإدارة الذاتية على التحركات التركية لتطبيع العلاقات مع النظام وسط مزاعم بأن المبادرات ستؤدي إلى مبادلات ديموغرافية جماعية وعودة قسرية لملايين اللاجئين.
وتطرقت الصحيفة إلى التصريحات الأخيرة للرئيس أردوغان وعدد من المسؤولين الأتراك التي قالت إنهم غيروا خطابهم بشكل ملحوظ تجاه بشار الأسد، زاعمين أنه: “لا يمكن قطع الحوار السياسي أو الدبلوماسية بين الدول”.
وأشارت إلى أن تصريحات أردوغان كانت أوضح إشارة حتى الآن على أن تركيا شرعت في سياسة جديدة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في مناطق النظام ، بعد أن كانت من أبرز المؤيدين الإقليميين للإطاحة به لأكثر من عقد من الزمان.
وذكرّت الصحيفة أن ذلك تزامن مع عشية الذكرى التاسعة لأكبر جريمة ارتكبها الأسد بحق السوريين، حينما قتل ما يقرب من 1300 مدني بالغاز بريف دمشق بقذائف السارين في 21 آب 2013.
وأشارت إلى أن روسيا وإيران دفعتا أسد لتدمير سوريا لتحقيق نصر في ساحات القتال موضحة أنهما إلى جانب تركيا يمتلكون حصة بارزة في بلد ممزق، حيث لا تزال أجزاء كبيرة من المناطق خارج سيطرة النظام السوري .
ولفتت الغارديان الانتباه إلى الغارات الجوية الروسية التي استهدفت 13 موقعًا مختلفًا في إدلب، مشيرة إلى أنها من بين الأشد كثافة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكرت أنه بالرغم من معارضة أردوغان بشدة في السنوات الأخيرة القصف الروسي على إدلب، حيث كان لتركيا نفوذ كبير على مدى العامين الماضيين، إلا أن الهجمات الجديدة لم تلق أي رد فعل من تركيا ، التي اقتربت أكثر من رؤية بوتين للحل في سوريا في الأشهر الأخيرة.
ووفق الغارديان أن الرئيس التركي تم ثنيه عن شن توغل جديد في شمال شرق سوريا الشهر الماضي بعد التحدث إلى بوتين خلال قمة في سوتشي، إذ إنه بعد فشله في الحصول على مباركة بوتين، بدا أن أردوغان يلجأ إلى الدبلوماسية، بينما يشن غارات بطائرات بدون طيار ضد قسد.
وبيّنت الصحيفة أن أردوغان يواجه انتخابات في العام المقبل حيث تتصاعد المشاعر المناهضة للاجئين في الوقت الذي يكافح فيه للتعامل مع الاقتصاد المتدهور والاضطرابات الاجتماعية المتزايدة، إذ إن تركيا أعلنت بالفعل عن خطط لإعادة ما يصل إلى مليون لاجئ إلى سوريا، ومولت بناء منازل في مناطق الشمال الغربي والشمال الشرقي، ما أدى فعلياً إلى خلق فجوة بينهم.
وذكرت الغارديان أنه من غير المرجح أن يحدث الاتصال المباشر مع النظام السوري قريباً، لكن من المتوقع أن يستأنف المسؤولون، بمن فيهم شخصيات استخباراتية، التعاون.
وقال مسؤول كبير مقيم في بيروت: “سيتم تنفيذ ذلك على مراحل، الرسائل من الأتراك واضحة للغاية. إنهم يريدون التعامل مع حزب العمال الكردستاني، ولدى الأسد الآن بعض النفوذ معهم للمرة الأولى. لكن كل ذلك تم بوساطة من خلال بوتين، لذلك لا ينبغي له أن يبالغ في الأمر”.
وقالت الغارديان إنه لا يزال أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب نازحين داخلياً، أو خارج حدود سوريا، حيث لا يزال معظمهم غير راغبين في العودة، مشيرين إلى المخاطر التي يشكلها في الداخل مسؤولو النظام الذين يعتقدون أنهم سيبتزونهم ماليًا ويحتجزونهم بشكل تعسفي.
رغم أن الأمم المتحدة وضحت أن العودة إلى سوريا غير آمنة.