حلب – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعلم إيران أن نفوذها السياسي والعسكري في سوريا مهما تعمق واتسع يظل رهن تغير الأوضاع وتبدل الأمزجة السياسية لمن يقومون على حكم البلاد، وأن البيئة الاجتماعية السورية لا توفر لها نفس الأرضية العقائدية والطائفية التي تجدها بقدر أكبر في العراق ولبنان، ولذلك شرعت في إيجاد تلك البيئة وإنشائها عبر محاولة دفع شرائح من السوريين نحو التشيع مستغلة أوضاعهم التي أصبحت على درجة كبيرة من الهشاشة بعد عقد من الحرب المدمّرة
ففي ظل سياسة التشييع التي تنتهجها الميليشيات الإيرانية في سوريا، اتبعت طهران أسلوباً جديداً يهدف لممارسة ضغوطات كبيرة على المدنيين في مناطق سيطرتها داخل البلاد، حيث كشفت مصادر خاصة عن لجوء إيران لقطع الكهرباء عمداً عن بعض الأحياء في حلب وبيعها بأسعار مخفضة عبر نظام الأمبيرات لأتباعها فقط.
ومطلع الشهر الجاري نشرت العديد من الصفحات الموالية خبراً يفيد بوقوع حادث داخل محطة تحويل الكهرباء الواقعة بمنطقة المنصورة غرب حلب، ما أدى إلى تضرر الكابل الرئيسي المغذي لعدة أحياء في المدينة وعلى رأسها حي الإذاعة ومنطقة الكرة الأرضية، إلا أن مصادر خاصة كشفت عن قيام الميليشيات الإيرانية بتخريب الخطوط المغذية للأحياء بشكل متعمد، وذلك من أجل تحويلها لوسيلة ضغط وابتزاز للمواطنين.
وقال شاب حلبي يقطن في حي الإذاعة إن إيران قطعت الكهرباء عن الحي من أجل بيعها عن طريق نظام الأمبيرات، إلا أن عمليات البيع متفاوتة بين مواطن وآخر، حيث يتم بيعها بسعر مخفض للمؤمنين بمذهبها، فيما يتم بيعها بالسعر العادي 15 ألف ليرة سورية للأمبير الواحد لبقية المواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها.
فالميليشيات حولت بذلك مصدر الطاقة الوحيد إلى ورقة ضغط جديدة من أجل فرض مذهبها الشيعي في المناطق التي تسيطر عليها، حيث باتت تبتز كل من تريد عبر رفع السعر تارة وقطع الكهرباء نهائياً تارةً أخرى.
ومن قال أن عدو الجد لا يود. فكأنه يقرأ واقع سوريا اليوم.