الكمأ في دير الزور بعد أن كان نعمة أصبح مغمسا بالدم بسبب المليشيات الإيرانية 

ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى

لم تعد رحلة البحث عن الكمأة لسكان شرقي سوريا كما السابق رحلة ترفيهية لجني المال، فهي اليوم تنطوي على مخاطر تصل إلى حد الموت للوصول لهذه الثمرة المميزة التي تنمو على امتداد البادية السورية في أرياف دير الزور والرقة وحمص وحماه، والبالغ مساحتها 75 ألف كيلومتر مربع.

فبعد أن كان جمع الكمأة متاحا لسكان البادية والمدن والبلدات المتاخمة لها، وعادة ترافق سقوط الأمطار ربيع كل عام، فإن هذا الطقس تأثر بالصراع على النفوذ العسكري بين الأطراف المتناحرة في هذا البلد الممزق، ويتطلب البحث موافقات أمنية من نظام الأسد أو المليشيات المنتشرة بالمنطقة،  لكن هذه الموافقات لا تحمي صاحبها من الموت بالألغام الأرضية أو التعرض للتصفية، أو سلب المال والكمأة في أحسن الأحوال.

فقد قُتل عدد من جامعي “الكمأة” واختُطف آخرين على يد الميليشيات الإيرانية، يوم الخميس، إثر هجومين مختلفين في باديتي محافظة دير الزور وحماة.

وقالت مصادر محلية من ريف دير الزور، في حديث إن الميليشيات الإيرانية اختطفت يوم الخميس، 12 مدنياً كانوا يجمعون الكمأة في بادية جبل البشري جنوب غربي محافظة دير الزور.

وأكدت المصادر، أن المختطفين من أبناء عشيرة “البوسرايا”، وهم: “رشيد عبد الحمود، ومحمود عبد الحمود، ورمضان اسماعيل الابراهيم، وأحمد كسار النعمة، وسعود الحنادي النعمة، ومحمد الحمد الحمادي” وينحدرون من بلدة “عياش” بريف محافظة دير الزور، و”عبدالله محمود الملا، ومدين العبد الجاسم، وخضر عبد الجاسم، وجاسم عبد الجاسم، وعبد علي الجاسم، وراغب ذياب العجي” وينحدرون من بلدة “البغيلية” بريف دير الزور، مُشيراً إلى أن الميليشيات الإيرانية اقتادت أبناء العشيرة إلى مكان مجهول، دون معرفة مصيرهم حتى اللحظة.

إلى ذلك، وصلت إلى مشفى “سلمية” ثلاثة جثامين لمدنيين، مصابين بطلقات نارية، اثنان منهم ينحدرون من عائلة واحدة، وذلك في منطقة “تل سلمة” شرقي ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، فيما وجهت قوات النظام أصابع الإتهام لتنظيم الدولة (د ا ع ش) بالوقوف وراء الهجوم، فيما أشارت مصادر من أبناء المنطقة في حديث إن المنطقة تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية بشكلٍ كامل، ولايوجد أي خلايا لتنظيم الدولة (د ا ع ش) فيها، والدليل على ذلك أن التنظيم لم يتبن أي عملية في تلك المنطقة منذ أكثر من سنتين.

وكان شاب وشقيقته من عشيرة “البوحسن” ينحدران من منطقة “السعن” بريف حماة، قد قُتلا يوم السبت الفائت، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بدراجتهم النارية أثناء جمع “الكمأة” في منطقة عناد التوم بريف مدينة السلمية الشرقي، شرقي محافظة حماة، فيما هاجمت مجموعة مُسلحة مجهولة الهوية في ذات اليوم، عدد من المدنيين أثناء جمع “الكمأة” في منطقة “دويزين” التابعة لناحية “عقيربات” بريف حماة الشرقي، وسط البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.