في مناطق شمال وشرق سوريا، وتحديداً في قرية خان الجبل (خانا سري) الواقعة في منطقة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة، شهدت شركة خدمية كبرى تُدعى “جودي للطرق” مساراً مأساوياً نحو الانهيار والإفلاس. هذه الشركة، التي كانت سابقًا مقالع لتكسير الحصى وصناعة الزفت لتعبيد الطرق، تم تحويل جزء منها إلى شركة خدمية باسم “جودي للطرق” بعد استلام الإدارة الذاتية لقسد للمنطقة. إلا أن الفساد الإداري والمالي الذي تفشى في الشركة أدى إلى نهايتها الحزينة.
الفساد داخل “جودي للطرق”
كشف مصد محلي على وسائل التواصل الاجتماعي انه عيّنت الإدارة الذاتية لقسد شخصًا من قرى اليعربية يُدعى “قهرمان” مديرًا للشركة، وبدأت القصة تتخذ منحى سيئًا بعد أن قام بتوظيف أشخاص مقربين منه، جميعهم مسؤولون عن المشتريات والمحاسبة. لكن سرعان ما تبين أن هؤلاء الأشخاص متورطون في قضايا فساد وسرقة كبيرة، حيث انتهت الشركة إلى الإفلاس الكامل نتيجة للسياسات الفاسدة التي اتبعتها تلك الشخصيات ودعم من مسؤولي الإدارة الذاتية
المسؤولون عن الانهيار
وكشف المصدر ان المدعو
قهرمان، المدير العام للشركة، تحول من شخص ميسور الحال إلى مليونير في غضون فترة قصيرة، في حين أن مسؤولة المحاسبة (دلشا)، التي كانت تنتمي لعائلة معدومة، حيث قامت ببناء قصر في قريتها “كري ديرا”. الفساد انتشر على نطاق واسع لدرجة أن جميع المعاملات المالية للشركة أصبحت موضع شك، حيث تم صرف مبالغ ضخمة دون وجود مواد فعلية، وجمعت الأموال عبر بيع الزفت والحصى للبلديات بفواتير مزورة تقدر بمئات الآلاف من الدولارات.
التواطؤ والتهريب
بعد سلسلة من التسريبات والتقارير، تم توقيف القيادي في حزب العمال،الكردستاني كان مسؤولاً عن المشروع، بتهمة الاختلاس والتواطؤ مع موظفي الشركة. لكن سرعان ما استطاع التملص من العدالة والهروب. ما لبث أن جاء قيادي جديد لاستلام الشركة وكشف عن مبالغ مالية ضخمة قد صرفت دون وجود أي دليل على وجود المواد المفترض شراؤها.
الإفلاس والتدخلات
مع انهيار الشركة، تم تحويل الموظفين للتحقيق، لكن سرعان ما تم إطلاق سراح المتورطين الرئيسيين مثل قهرمان ودلشا ومسؤول المشتريات، ليفسح المجال لهروبهم. في الحقيقة، استطاع قهرمان الهروب، بينما فشلت دلشا في ذلك. الملف تم تحويله من محكمة القامشلي إلى عامودا بسبب تدخلات بعض المسؤولين في الإدارة الذاتية للتوسط في قضايا المتهمين، ومحاولات مستمرة لإطلاق سراحهم عبر وساطات.
ما بعد الإفلاس: التساؤلات مستمرة
تم إغلاق الشركة العملاقة “جودي للطرق” التي كانت تحمل على عاتقها تعبيد الطرق في شمال شرق سوريا . ومع ذلك، يظل التساؤل حول كيفية التعامل مع هؤلاء المتورطين، وكيف يمكن السماح لهم بالتهرب من العدالة والهروب إلى خارج البلاد لولا علاقتهم وتورط مسؤلين كبار من قسد
الفساد الذي أسقط شركة كبرى مثل “جودي للطرق” هو رمز للمشاكل العميقة التي تعاني منها اغلب المؤسسات الخدمية في شمال شرق سوريا حيث هرب المئات من الإداريين والعسكريين بعد جمع مئات الألاف من الدولارات حيث تعاني المنطقة من نقص الخدمات الأساسية ويعاني الأهالي مستوى معيشي متردي وصل إلى تحت خط الفقر ويعيش معظم الأهالي على المساعدات من الخارج بينما ينعم مسؤولو قسد بجمع الأموال من عائدات النفط والضرائب التي تفرضها الإدارة عدا عن تجارة المواد الغذائية والتحكم بالأسعار ،