الفساد يعشعش في مفاصل دوائر النظام السوري ووزاراته

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

من المعلوم في سوريا، أن الجامعات والنظام التعليمي بشكل عام يعاني من الفساد وقلة الموارد وهجرة العقول، وبحسب باحثون في جامعة “كامبريدج” وأكاديميين سوريين في المهجر، أدت سوء الإدارة المحلية في البلاد إلى تدمير نظام التعليم العالي برمته، دون حلول جوهرية من النظام .

فكلمات طباع، أشعلت عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي السورية، فخلال رصد لردود الأفعال على تصريحات وزير التربية، كانت الانتقادات متنوعة، ولم تقتصر على فئة معينة.

فمن قلب المؤسسة التي يديرها طباع، كتبت زينب جبران، التي تعمل في مديرية التربية والتعليم بطرطوس، بدي أسألك دكتور، ليش درست طب طالما مقتنع بالفكرة.وعم تقنعنا هو فيا وجهه نظر بالعملة، وباختصار الوقت بس يا بتعب حالك يا بتعب عقلك مافي شي بالسهل.

وكتبت سعدة إبراهيم، والتي تعمل في مديرية الخدمات الفنية باللاذقية، ففسرت كلام الوزير بأن وراءه هدف خفي: هذا الكلام للقضاء على المتبقي من نخبة المجتمع المتعلم. و علقت مادلين جلول، المقيمة في حلب، والتي تخرجت من المعهد الصحي، ليش حتى تخلوا الأطباء يهاجروا إلى ألمانيا، أعطوهم حقهم ولن يسافر طبيب.

وكتب حسام أبو كمال، يعني بتعترف انو في سبب ومسبب لهجرة العقول، هات أعطيهم الحل غير يصيروا أصحاب حرفة، سيادة الوزير في حدا ناقلك الصورة غلط عن واقع الخريجين يا ريت ترجع البلد وتشوف بعينك بالنسبة للخيارات أكيد ألمانيا أحسن، في النهاية من حصل على علامات الطب سوف يدرس طب و لن يدرس معهد مهني سواء خدم ألمانيا أو بوركينا فاسو.

وكتبت أنسام إسماعيل، المنحدرة من مدينة اللاذقية، فلها وجهة نظر أخرى، حيث رأت أن وزير التربية السوري، كان يلفت الانتباه للتعليم المهني، حيث كتبت يا جماعة هوي عم يحكي عن التعليم المهني اللي مهمشينوا، واللي المفروض يكون معطى أهمية مثل الكهرباء والميكانيك والإلكترون

ويعتبر الافتقار والنقص في الكوادر التدريسية في سوريا ليس بالمشكلة الحديثة بل إنها مستمرة منذ سنوات لا سيما في الجامعات السورية، إلا أنها بدأت هذا العام تنحو منحى تصاعدي، مهددة العملية التعليمية، فتضاعف الشواغر يربك إدارات الجامعات وطلابها، وتحرج وزارة التربية التي تؤكد أن الأمور تحت السيطرة، وأنه يجري استكمال جهود الترميم التي تستدرك النقص، وتعوض أي فاقد في حين أن الواقع التدريسي يقول غير ذلك.

وصحيفة تشرين” التابعة للنظام ، كشفت في تموز الماضي ، واقع العملية التعليمية وأسباب هبوط أعداد أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السورية، الأمر الذي أغفله الوزير خلال حديثه ونصيحته للطلاب بترك تعلّم الطب، والتوجه نحو التعليم المهني من أجل الأموال.

وحسبما تحدث رئيس قسم هندسة التصميم الميكانيكي في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق، في قسم هندسة التصميم الميكانيكي، كان عدد الكادر التدريسي قبل عام 2011 بحدود 36 دكتورا على رأس عملهم، واليوم في القسم 14 دكتورا، إضافة إلى 3 أساتذة تم التمديد لهم، والبقية منهم من توفى ومنهم من تقاعد، ومنهم من غادر البلاد، إضافة إلى أن القسم لديه نقصا في أعضاء الهيئة الفنية من مهندسين، ومعلمي حرف، وفنيين

وتعتبر دعوة طباع لترك دراسة الطب، تأتي عكس التقارير التي كشفت عن قيام العديد من الأطباء بتعبئة حقائبهم بشكل متزايد، والمغادرة إلى الخليج أو أوروبا، ومؤخرا نحو بلدان إفريقية وجنوب الجزيرة العربية والتي تعد من المناطق التي تشهد تصدعا اقتصاديا كبيرا فضلا عن أزماتهم السياسية.

أما نقيب أطباء ريف دمشق، خالد موسى، أكد في شباط، أن نزوح الأطباء السوريين، وهجرتهم أمر واقعي وصحيح، وأن دولا مثل موريتانيا، والصومال، والسودان، واليمن، وهي في خضم حرب، تجذبهم بفرص عمل وتتراوح رواتب الأطباء هناك بين 1200 – 3000 دولار أميركي. 

فالنقابة في ريف دمشق مسجل فيها 2850 طبيب، 50 بالمئة منهم طب عام والباقي أخصائيين، وأطباء التخدير المسجلين بالنقابة 12-13 فقط، ونفتقد لاختصاص الأوعية، والصدرية.

فسوريا بحاجة إلى دعم طارئ وتنموي لمعالجة نقص الأدوية، والوقود، والمشاكل الهيكلية مثل هجرة المهنيين الطبيين. في حين أن هجرة الأدمغة تحرم البلاد، التي كانت ذات يوم مركزا طبيا في المنطقة، من الموارد البشرية الأساسية.

فكيف لنظام لم يضع يوما الرجل المناسب في المكان المناسب أن يحكم سوريا التي كانت يوما جوهرة الشرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.