مراسل BAZ_NEWS
متابعات
حاولت روسيا خلال السنوات المنصرمة, تلميع صورة بشار الاسد أمام المجتمع الدولي, وإعادة تسويقهِ أمام شعبهِ على أنهً النموذج الحاكم الوحيد المتوفر شئتم أم أبيتم, وهذا ما نجحت فعلاً بتنفيذهِ من خلال الآلة العسكرية, والأجهزة الأمنية, ولكن يبدو بأن المشهد السياسي في سوريا أصبح متقلباً جداً بالنسبة لروسيا وبات يسبب لها الإحراج في كافة المحافل الدولية, فعلى ماذا تدل الدعوة الروسية الأخيرة للأحزاب الكردية بإجراء حوارٍ مع النظام السوري؟
من المعروف للجميع بأنّ الحوار ليس جديداً, بل كان هناك العديد من محاولات التفاهم ما بين الأكراد المتمثلين بالإدارة الذاتية, ويمثلهم حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والأحزاب الأخرى المتحالفة معهُ, كفريق يمثل مناطق شمال وشرق سوريا
بالإضافة لقوات سوريا الديمقراطية, وكانت نتيجة هذهِ الحوارات الفشل والرجوع إلى نقطة البداية, مع قبولها الضمني والعلني ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة, متأملاً بقبول النظام بمطالبهم وشروطهم, والتي كانت في محتواها تضم, القضايا الرئيسية التالية,
القضية الأولى:
متعلقة بهيكلية النظام السياسي في مستقبل سوريا, وحكومة لامركزية والمطالبة بحكم ذاتي يكون بداية لانطلاق الحكومات والادارات الذاتية في باقي المحافظات السورية,
وهذا ما عبر عنه حزب اليسار الكردي البارز والحليف لحزب الاتحاد الديمقراطي, والذي رأى ضرورة تحول الوضع السياسي والاقتصادي وتغير شكل ارتباطه بحكومة دمشق, والذي من شأنه بحسب حزب اليسار, أن يؤدي إلى تيسير الشؤون العامة للناس على كافة الأصعدة الاقتصادية والخدمية والتعليمية والأمنية,
ومن بنود الاتفاق ايضاً كان تقاسم الحصص في الزراعة والنفط, ولكن الفشل كان يطغى على كافة الحوارات بسبب عدم استيعاب النظام أساساً لمثل هذهِ الحوارات وتفردهُ المطلق بالسلطة,
أما الفريق الثاني على مستوى الكرد فهو متمثل بالمجلس الوطني الكردي, وباقي الأحزاب الكردية, والذي يخالف بالأساس سياسة الأحزاب الكردية التي تريد محاورة النظام, على اعتبار أن النظام السوري قتل وشرد ملايين الناس, وهو غير شرعي,
حيث أعتبر( عبد العزيز التمو) عضو رابطة الكرد المستقلين, بأن أي حوار مع نظام بشار الأسد يشرعن بقاءه في السلطة في حين أن الشعب السوري خرج بمظاهراتٍ عديدة لإسقاطهِ,
ورفض المجلس الوطني الكردي مطلقاً مشاركة الفريق الكردي الثاني في إجراء أي حوار مع رأس النظام السوري, مطالبين بإجراء حوارات تتبناها الأمم المتحدة وفقاً للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن, واعتبروا أنَ أي حوار يقام مع بشار الأسد عن طريق روسيا ملغي ولايمت لهم بصلة, وهو بمثابة دق الأسافين في نعوش الثورة السورية,