التوتر بين الدول العربية وإيران والدول المعادية لها جعل من الأمر يبدو أسهل على إسرائيل حيث ساعدتها تحالفتها مع دول الخليج في الضغط على إيران ولو لم تكن بشكل علني سابقا، وهذا التحالف يصب في مصلحة الدول الخليجية أيضا فهي لن تجلس ع مدرجات المشجعين فقط بل ستساهم في الحد من النفوذ الإيراني الذي يهدد أمنها ، فالداخل الإيراني ليس مستقرا وتواجه تحديات داخلية وخارجية كما هي حال اسرائيل والتي تعاني التوتر الداخلي المستمر.
من منا كان يجهل حصول إيران على أسلحتها من إسرائيل الدعم الخفي والمزعوم الذي يقال أنّه قدمته إسرائيل إلى إيران أثناء حرب الخليج الأولى للنيل إلی بعض أهدافها کإعادة خلق بعض النفوذ الذي فقدته في إيران بعد الإطاحة بالشاه عام 1979؛ وزيادة حدة حرب الخليج الأولى وإضعاف كل من إيران والعراق اللذين يعارضان وجود إسرائيل.
بعد ثورة عام 1979، قطعت إيران جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، ولم تعترف حكومتها الإسلامية بشرعية إسرائيل كدولة. بدأ التحول من السلام الفاتر إلى العداء في أوائل تسعينيات القرن العشرين، بعد وقت قصير من انهيار الاتحاد السوفييتي وهزيمة الجيش العراقي خلال عملية عاصفة الصحراء، التي انتقلت بعدها القوة النسبية في الشرق الأوسط إلى إيران وإسرائيل. شنت إسرائيل العديد من الهجمات على مواقع جوية إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني ، وتحاول من خلال زعماء الخليج أن تجعلهم ورقة ضغط للتقليل من النفوذ الإيراني ،وجاء انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع طهران على يد الرئيس دونالد ترامب ، مما زاد التوترات وأصبحت المنطقة حبلى بالضغوط والتوترات السياسية في الكثير من الدول في الشرق الأوسط مثل سوريا بل في جميع الدول المجاورة لإيران ، ففي حال فشل الاتفاق النووي بالكامل وعدم التوصل لحل ووصلت لطريق مسدود ستباشر إيران بتنشيط برنامجها النووي العسكري سيتمخض عن قرارها هذا دمارا شاملا من شأنه أن يدمر المنطقة كلها فلن تسكت إسرائيل وستحظى بدعم دولي لمواجهة الخطر الإيراني على المنطقة ،وحينها سيصل لهيب الحرب إلى الأراضي الإيرانية وبالمقارنة بين إسرائيل وإيران من حيث الميزانة العسكرية فالأولى تقدر ب 20مليار دولار ، أما إيران فتقدر ميزانيتها 6.3 مليارات دولار، ويتكون الجيش الإسرائيلي 170 ألف عنصر ، مقابل 534 ألف عنصر من الجيش الإيراني وهي أكبر قوة في الشرق الأوسط ، وتمتلك إيران 1650دبابة ، بينما عدد الدبابات الإسرائيلية 2760 ،أما في التصنيف العسكري فإيران في المرتبة 14 عسكريا ، تقابلها إسرائيل في المرتبة 20 عالميا ،ولكن تبقى القوة الجوية هي العنصر الحاسم في أي مواجهة محتملة بين الحانبين حيث تمتلك إيران 505 طائرة عسكرية ،وتمتلك إسرائيل 596 طائرة من بينها مقاتلات F35 ، ويبلغ عدد القطع البحرية الحربية لدى إيران 398 قطعة مقابل 65 إسرائيلية ، أما فيما يخص الرؤوس النووية فتمتلك إسرائيل بين 100 إلى 500 رأس نووي بقوة 50 ميغا طن ،في الجانب المقاتل لم تمتلك إيران بعد الرؤوس النووية ومازالت في طور الإنشاء لانتاجها خلال السنوات المقبلة ، ولطالما سمعنا بالقبة الحديدية الواقية من الصواريخ لدى الجانب الإسرائيلي ، والتي سبق اختراقها من قبل حماس بدعم إيراني في حال نشوب حرب فالأمر بالغ الصعوبة أن تبلغ إسرائيل الأراضي الإيرانية برا ،فالحرب بينهما في حال نشوبها ستكون عبارة عن ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف إيرانية ومن المحتمل انضمام القوة البحرية الإسرائيلية إلى الجوية أما بخصوص إيران فيصعب عليها أيضا شن هجوم بري ضد إسرائيل نظرا لبعد المسافة ولكن إيران تمتلك حلفاء بالقرب من إسرائيل ، ويقف العرب في شبه الجزيرة متخبطة تعيش أوضاعا لايسمح لها بدعم طرف أو ذاك بينما دول الخليج تميل إلى التطبيع مع إسرائيل وتعتبر إيران عدوا لها ،التهديدات والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران تتكرر دائما دون الكشف عن نواياهما بحرب على مباشرة ولكنه خيار وارد وليس مستبعد ،وفي حال توجه الدولتين بين التقنية والأسلحة المتطورة والقوة الجوية تميل إلى الجانب الإسرائيلي ، بينما الكثرة البشرية والمساحة الواسعة والقوة البحرية والعمل بسرية تامة سترجح كفة إيران.
إعداد: دريمس الأحمد
تحرير: حلا مشوح