التنافس الروسي الإيراني في سوريا..

الكاتب السوري:محمد علي


BAZ_NEWS-(مقالة ورأي )

منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت تظهر بوادر خلافات وازمات وتنافس بين الروس والإيرانيين على الأراضي السورية، حيث يرى الروس أنهم هم الأحق بجني ثمرات دعم النظام السوري ومنعه من السقوط أكثر من الايرانيين والمليشيات العراقية واللبنانية التابعة لهم، وذلك لإقتناع روسيا ان الدور الروسي هو الذي كان ولا يزال الدور الحاسم في تغيير موازين القوى على الارض السورية، وأن الدور الإيراني لم يكن سوى دور ثانوي وما كان ليكون مؤثرا لولا الدعم العسكري الروسي وخاصة الجوي .

▪︎تجلت هذه الأزمات بين الروس والإيرانيين على أكثر من صعيد، مما قد يحتم على روسيا تحجيم الدور الإيراني، ومن اهم الاصعدة التي تشهد تنافسا روسيا إيرانيا :

1 – على الصعيد السياسي

تختلف الحسابات الروسية عن الحسابات الإيرانية بشكل جوهري خاصة فيما يتعلق بموضوع إدلب والعلاقة مع تركيا، إذ يبدو واضحا أن هنالك تفاهمات روسية تركية بشأن إدلب مع استبعاد وتجاهل تام للدور الإيراني، وهو ما لا يعجب طهران، إضافة إلى أن الوجود الأمريكي شرق الفرات مع وجود الميليشيات الإيرانية على الطرف الآخر ووجود مواجهات محدودة بين تلك المليشيات والقوات الأمريكية قد يشكل عبء على روسيا فرغم أن تلك المليشيات دخلت تحت المظلة الروسية واحتمت بها لمنع الولايات المتحدة الأمريكية من قصفها
فقد بدأت في الأونة الاخيرة استهداف القوات الأمريكية ويرى موقع “المونيتور” الأمريكي، أن المواجهة بين الولايات المتحدة والميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق تشكل تحديات لروسيا.
وقال الموقع في تقرير، الاثنين، إن موسكو، التي لا تملك حتى الآن الموارد اللازمة للقضاء على النفوذ الإيراني في سوريا، سيكون من مصلحتها على الأقل منع توسع أنشطة الهياكل شبه العسكرية الموالية لإيران.
وأضاف أن وجود ميليشيات راديكالية موالية لإيران، وفي مقدمتها الأجنبية، في سوريا، يطرح مجدداً التساؤل حول “خطورة” مثل هذا الوجود بالنسبة للجيش الروسي، معتبراً أن هذا يشكل تهديداً للهجمات على الأراضي السورية من قبل الولايات المتحدة، التي ستحاول رداً على الهجمات في العراق القضاء على هؤلاء المسلحين أينما كانوا، بما في ذلك في سوريا.
وتابع أن تلك الميليشيات ستحاول أيضاً تنفيذ هجمات انتقامية على الأراضي السورية، الأمر الذي من المحتمل أن يخلق المزيد من المخاطر للجيش الروسي، الذي قد يجد نفسه في كثير من الأحيان قريباً من تلك الأهداف.

2- على الصعيد العسكري

▪︎اظهرت دراسات ميدانية حديثة أن إيران تمتتلك 277‪موقع وقاعدة عسكرية مقابل 90 فقط للروس, إضافة لانتشار الميليشيات الإيرانية وملحقاتها في عموم الاراضي السورية، وهو ما لم يعجب موسكو التي سعت بدورها إلى إيجاد قوات تابعة لها مباشرة فقد عملت روسيا بعد تدخلها عسكريًا إلى جانب النظام في سوريا أواخر أيلول 2015، على تدريب “قوات النمر” بقيادة سهيل الحسن، الذي كرمته وزارة الدفاع الروسية بـ”وسام الشجاعة” عام 2016، عازية ذلك إلى محاربته تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حماة الشمالي.
وغيرت “قوات النمر” اسمها إلى “الفرقة 25 مهام خاصة- مكافحة الإرهاب”، في آب 2019، إضافة إلى سعي روسيا مؤخرا إلى تجنيد ابناء القبائل السورية ،.
فقد كشفت مصادر محلية عن أنها بدأت بتجنيد أفراد من قبيلة ” البوحسن” في منطقة مسكنة شرق حلب مقابل مغريات مالية، إضافة لمحاولتها دمج مليشيات الدفاع الوطني في دير الزور ضمن قوات تابعة لها ، فيما يتركز التنافس الإيراني الروسي في الجنوب السوري وغربي الفرات على وجه الخصوص، ففي درعا تتسابق روسيا وإيران لانتزاع السيطرة المطلقة عليها، حسب ما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتواصل روسيا تقوية نفوذ الفيلق الخامس المدعوم من قبلها وإظهاره كقوة كبرى في المحافظة ولاسيما بأن المنتسبين للفيلق هم أبناء درعا وغالبيتهم من أصحاب التسويات والمصالحات، وهو ما يبرز جليا بتدخل الفيلق الخامس في فض النزاعات تارة، وبخلق نزعات لكسر شوكة قوات النظام والفرقة الرابعة المقربة من إيران تارة أخرى.
من جانب آخر، تستمر إيران بعمليات التجنيد وتشييع الشبان والرجال عبر عرابين تابعين لإيران وحزب الله، كسرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا بالإضافة لمراكز في صيدا وداعل وأزرع، ويخضعون المجندون الجدد لدورات تدريبية في منطقة اللجاة شرق درعا.
وعلى مقربة من الحدود مع الجولان، يعمد “حزب الله” اللبناني إلى ترسيخ نفوذه في القنيطرة عبر استقطاب الشبان الهاربين من ملاحقة أجهزة النظام الأمنية بشأن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، ونظرا لتردي الأحوال المعيشية مع انعدام فرص العمل، إذ تتركز عمليات التجنيد والتشييع في كل من مدينة البعث وخان أرنبة.
أما في غرب الفرات، فإن عمليات التجنيد لصالح إيران متواصلة بشكل كبير ضمن المنطقة الممتدة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي

3 – الصعيد الاقتصادي

▪︎يعد الاقتصاد أبرز ساحات التنافس الروسي الإيراني على سوريا. وكانت الشركات الروسية هي المُهيمنة عادةً في هذه القطاعات المتنازع عليها، إذ فازت مثلاً بخمسة عقود نفطية بين عامي 2013 و2020، رغم أنّ إيران نجحت العام الماضي في الحصول على أول عقد نفط سوري لصالحها. وفي ربيع عام 2019، أعلن النظام السوري أنّه يخطّط لتأجير ميناء طرطوس لروسيا ومنح محطة الحاويات في ميناء اللاذقية لإيران، لكن العقد الأخير انهار لاحقاً.
كما وعد النظام السوري إيران في البداية بعقدٍ لتعدين الفوسفات، لكنه ذهب في النهاية إلى شركةٍ روسية عام 2018، والتي من المقرر أن تحصل على 70% من أرباح الفوسفات المستخرج لمدة 50 عاماً بحسب رئيس تحرير موقع Syria Report السوري جهاد يازجي.
وفي عام 2018 جادل اللواء يحيى رحيم الصفوي، أحد كبار مساعدي المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي، بضرورة تعويض إيران عن دعمها لسوريا بعقود نفط وغاز وفوسفات. وقال حينها: “يمكن لإيران عقد اتفاقات سياسية واقتصادية طويلة المدى مع النظام السوري لتعويض النفقات التي تحملتها”،.

▪︎كل هذه الأسباب واكثر قد تدفع بالمزيد من التأزم والتنافس الإيراني الروسي رغم اتفاقهما على حماية ودعم النظام السوري عسكريا وسياسيا واقتصاديا حتى إعادة تسويقه من جديد بعد ما يظنون انه نصر عسكري استطاعوا ان يحققوه.

#سوريا

#روسيا

#ايران

#BAZ_NEWS

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.