التموضع الإيراني في سوريا دعم لنظام دكتاتوري واحتلال فكري وعقائدي

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

لم تدخل إيران أي بلد إلا وعاثت به فسادا وماحصل ويحصل في العراق واليمن ولبنان أكبر دليل على ذلك أما في سوريا فالواقع أشد إلاما فمثلا في سوريا ديرالزور وحمص وحلب ودمشق نرى ونتابع ما فعله الاحتلال الإيراني فيها .

وتعتبر منطقة مهين، بريف حمص الشرقي من المناطق الاستراتيجية عسكريا، نظرا لاحتوائها على أكبر مستودعات عسكرية محصّنة لجيش النظام السوري في سوريا، والتي باتت تخضع للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى الاهتمام الإيراني بمطار تدمر العسكري، لقربه من خطوط الإمداد القادمة عبر معبر البوكمال في دير الزور، حيث عززت قواتها فيه مؤخرا بطائرات مسيرة، تشير المعلومات أنها ستعمل على حماية قوافل الإمداد من أي هجمات برية خلال عبورها البادية السورية.

فإيران والميليشيات التابعة لها تواصل فرض هيمنتها المطلقة في مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة بأحد، مشيرا إلى أن لا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس، ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها

معظم المناطق السورية تشهد تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، فهناك سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق.

و الاستهدافات الجوية الإسرائيلية لا يمكن ضمن الظروف الحالية أن تشمل كل الأهداف الإيرانية في سوريا، كما أن إيران تعتمد على العنصر البشري بشكل كبير ولديها أعداد كبيرة من المرتزقة سواء من الأفغان أو العراقيين وحتى من باكستان وسوريا، ولا مانع لديها من خسارة أعداد منهم في مقابل تحقيقها للتمدد الذي تسعى إليه.

فقد كان هناك تصاعد كبير للتحركات العسكرية لميليشيات إيران في بادية حمص بوسط سوريا خلال شهر أيلول الماضي، فمناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية في حمص وباديتها تحديدا، شهدت تحركات عسكرية مكثفة خلال الشهر الماضي، حيث وصلت تعزيزات عسكرية لميليشيا حزب الله اللبناني، إلى مدينة مهين بريف حمص الشرقي. وهذه التعزيزات تتألف من 5 سيارات دفع رباعي عليها رشاشات ثقيلة، إضافة إلى عدد من العناصر، فالقوات الجديدة استقرت في منطقة بمحيط مدينة مهين.

تأتي هذه الخطوة الإيرانية، غداة إقرار اسرائيلي نادر بتنفيذ ضربات في سوريا، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن بلاده تشن هجمات في سوريا من أجل حماية أراضيها وصد الخطر عنها، وشدد بحسب تقارير صحفية على أن تل أبيب لن تسمح لطهران باستخدام سوريا قاعدة لتزويد حزب الله بالأسلحة.

تطورات في بادية حمص تثير التساؤل، حول إمكانية حدوث تصعيد في هذه المنطقة من قِبل إسرائيل في استهدافها للإيرانيين.

والتحركات الإيرانية في بادية حمص مقصودة من قبل إيران، لأسباب متعددة أبرزها، أن هذه المنطقة واسعة جغرافيا كما أنها تحتوي على العديد من القطع العسكرية الكبيرة وعلى رأسها الفرقة 11، والفرقة 18 دبابات، في منطقة “الفرقلس” على طريق تدمر، إضافة لوجود عدد من ألوية الدفاع الجوي من بينها الفوج 75 في منطقة “مسكنة”، واللواء رقم 136 في مطار “الشعيرات” العسكري، والذي سبق وأن استهدفته الولايات المتحدة بالقصف في العام 2018، بعد الهجوم الكيماوي على خان شيخون.

فإن إيران تستغل كل هذه المواقع العسكرية لتدريب عناصر جدد، وتخزين السلاح وخاصة الصواريخ في مستودعات “مهين” المحصّنة، ولكن بعد هذه التحركات فمن المتوقع ألا تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي، ومن الطبيعي أنها سوف تستهدف هذه المقرات خلال المرحلة القادمة، على الرغم أنها سابقا كانت خارج نطاق أهدافها حيث كان التركيز العسكري الإسرائيلي في محيط دمشق والمطارات في دمشق وحلب، ولكن مع التحركات الأخيرة فقد بدأت إسرائيل تستشعر خطر التواجد الإيراني في هذه المناطق.

فالهجمات الإسرائيلية من الممكن أن تتخذ شكلا مختلفا خلال المرحلة القادمة نظرا للكثافة العسكرية في هذه المنطقة، وخاصة باستخدام الطائرات المقاتلة نظرا لبعد هذه المنطقة عن الحدود اللبنانية، ما يعني أن الطائرات الإسرائيلية لا بد أن تعبر الأجواء السورية لقصف هذه المواقع، وهذا ما يرشح أن يكون التصعيد أكبر، وربما يكون هناك رد إيراني ضد الطائرات الإسرائيلية نفسها.

وقد نقلت ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، في الرابع من الشهر الماضي عددا من الطائرات المسيّرة الموجودة في عدة مواقع بمحيط مدينة تدمر الأثرية، إلى مطار تدمر العسكري بريف حمص الشرقي، حيث قامت بتخزين الطائرات  داخل عدد من الحضائر المحصنة، وبدأت، تحت إشراف ضباط من “الحرس الثوري” الإيراني، بتدريب عدد من عناصرها على كيفية استخدامها ضمن مطار تدمر العسكري.

كما وصل عدد من عناصر “حزب الله السوري”، و”حزب الله اللبناني”، في وقت سابق من الشهر الماضي إلى مدينة تدمر، كما وصلت قوات من “لواء فاطميون” الأفغاني، وميليشيا “حزب الله العراقي”، إلى منطقة تقع بين قرية آرك وحقل آرك للغاز، على بعد نحو 35 كيلو مترا من مدينة تدمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.