لطالما كان النظام السوري منفصلاً عن الحضن العربي والقومية العربية بكل مفاصلها، ومن حيث مبدأ المقاومة الرنانة بتحرير فلسطين والأراضي المحتلة، لم يكن إلا أداة لتنفيذ أجندات بعيدة المدى تخص الجانب الإيراني بكل المقاييس وحتى خلال الحرب العراقية الإيرانية لم يكن النظام الأسدي سوى داعماً محورياً واساسيا للجانب الإيراني، بعيدا عن القضية العربية، كيف لا وكان نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يمثل الحامي للبوابة الشرقية للوطن العربي، ولم يعرف العرب أهمية هذه البوابة وواقعيتها الا بعد سقوط النظام العراقي، حيث باتت إيران تعربد في كافة الدول العربية الموازية لهلالها الشيعي الطائفي، وقد اختصر بعض الأكاديميين هذه الهالة الإيرانية المحيطة بالنظام السوري ومنهم الكاتب والاكاديمي السعودي خالد الدخيل حيث رأى أن النظام السوري لم يقبل ضمانة العرب بدلاً عن إيران، مؤكداً أن الأسد لديه ثقة أن إيران الوحيدة التي برهنت جاهزيتها لحماية النظام بهويته العلوية وقال الأكاديمي السعودي في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إن النظام السوري يعتمد على الطائفة وليس الدولة، وأن إيران هي دولة المذهب بنصوص دستورها وساساتها على الأرض.
وأوضح أن اعتماد النظام السوري على إيران المعادية للعرب من منطلقات قومية ومذهبية وعلى مليشيات مرتبطة بإيران، يعني أولوية المذهب بالنسبة للنظام على الدولة، وعلى هوية سوريا العربية وأشار إلى أن النظام السوري وقف مع إيران ضد العراق في الحرب العراقية- الإيرانية، لافتاً إلى أنها سابقة لم تحدث حتى في زمن حروب القبائل العربية، كما طلب حافظ الأسد من معمر القذافي تزويد إيران بالذخائر والصواريخ ج وأكد أن سوريا في عهد بشار الأسد تحولت إلى ورقة لحسابات روسيا وإيران، ما همش مركزيتها وحرمها ورقتها العربية، رغم أنه كان من المفترض أن تكون أحد مصادر صناعة القرار في المنطقة ومع هذه الرؤيةالتي تلامس الواقع بكل مفاصله وإدراك الأنظمة العربية لهذا الواقع السياسي الذي يعيشه النظام إلا أنها تتهافت لإعادة العلاقات معه وبالتالي تقديم خدمة مباشره لإيران عبره،