التعليم في الحسكة بين النظام والإدارة الذاتية يتجه إلى الهاوية

الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى

يعد قطاع التعليم من أهم قطاعات النهوض بالمجتمع وبناء الدول، كونه أحد ركائز نشر الوعي والعلم ومحاربة الجهل، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة، ومنه تنبثق الاختصاصات وتتضح المعالم الثقافية والعلمية للبلاد، إلّا أن هذا القطاع رغم أهميته البالغة ينضم في الحسكة إلى قائمة القطاعات المنهارة التي تعاني من تراجع غير مسبوق ودون أي بوادر لوقف هذه الكارثة التي تهدد مستقبل أجيال قادمة.

يوم الفرح الاسم الذي تداولت تحته عشرات المدارس في مناطق سيطرة النظام إعلانات عند بدء العام الدراسي الجديد، وما لبثت أنّ كشفت مصادر أهلية عورة هذه المزاعم حيث أكدت بأن يوم الفرح ليس له من اسمه أي نصيب، وذلك رغم الاحتفالات الكرنفالية التي جرى تنظيمها بحضور رسمي وبرعاية مباشرة من حزب البعث والطلائع، إلّا أن تغطية نفقاتها كان على حساب أولياء الطلاب في مشهد يستهل به النظام استغلاله للقطاع التعليمي، حيث اتضح مع بداية العام الدراسي مدى انهيار العملية التعليمية.

العام الدراسي الحالي هو الأسوأ الذي يمر على الحسكة منذ 2011، على صعيد التنظيم والإعداد وصولاً إلى مرحلة التنفيذ التي كشفت هول الفاجعة، مدراس لا تزال مهملة، ودون كوادر تعليمية كافية.

فإدارة المدرسة وجهت بجلوس كل 4 طلاب في مقعد مشترك، وليس ذلك فحسب، حيث قالت مصادر مطلعة طلبت عدم كشف هويتها إن المدارس الحكومية التابعة للنظام تفتقر إلى أدنى مقومات النهوض بالتعليم، وتدرس دمج الصفوف في حل مزعوم لمشكلة الاكتظاظ وقلة الكوادر التدريسية.

طفت على سطح ملف التعليم مشكلات عديدة أبرزها تلك التي تتعلق بفقدان الكتب المدرسية إلى جانب تسليم كتب قديمة وشبه تالفة، الأمر الذي تكرر في كافة مناطق سيطرة النظام وأما توزيع الكتب الجديدة اقتصر فقط على المدارس التي خصصت لتقام فيها الاحتفالات وأمام الكاميرات فقط، بينما حصلت بعظم المدارس على الكتب بنسخ قديمة مستعملة ومحلولة ومهترئة، وفي خضم أزمة الكتب التي تطرق لها وزير التربية الدكتور البيطري “طباع”، كثيرا، ينفصل إعلام النظام مرة جديدة عن الواقع حيث ومنذ بداية العام الدراسي قال تلفزيون النظام الرسمي إنه أرسل عبر شحنة جوية أطنان من الكتب إلى الحسكة شمال شرق سوريا.

أما مدارس الإدارة الذاتية وخصوصا في الحسكة فحدث ولاحرج فلا يوجد مدارس في الأحياء الجنوبية كحي غويران والزهور ولا يوجد معلمين فهم بين معلم خارج عن الخدمة ومعلمين ليس لديهم خبرة ولاشهادات تؤهلهم لحمل أمانة التعليم السامية. 

يقول أحد المدرسين الذين تخرجوا منذ التسعينيات: منذ العام 2018 أشارك في جميع المسابقات والدورات التعليمية ولم يتم تعييني أنا ومجموعة مدرسين ويتم تعيين من لاخبرة له ولاشهادة مما اضطرني أن أعمل في مكتب عقاري. 

هذا واقع التعلم الذي فشل فشلا ذريعا في سوريا عامة وفي الحسكة بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.