سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تسيطر فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا بكافة تشكيلاتها على مناطق ريفي حلب الشرقي والشمالي، وتعاني تلك المناطق من انتهاكات واسعة تجاه المدنيين وصلت لجرائم الخطف والقتل تحت التعذيب والسحل والإهانات اللاذعة، وكذلك اعتقال النساء والإعلاميين، لكن الجانب الأمني بدا أكثر خطورة بما تكشّف عنه من فساد تشبيحي يرتكبه الكثير من قادة الفصائل المتنفّذين، خاصة أن الفصائل تحكم بمعايير الفساد والتشبيح والطبقية وبعيداً عن معايير ثورة السوريين التي ترفع الحرية شعاراً لها.
نشر ناشطون بأن فصيل (ملكشاه) التابع لفرقة السلطان مراد في الفيلق الثاني، ارتكب ثلاثة جرائم بحق الأهالي في ريف عفرين شمال حلب حيث قام بسرقة الأشجار وتخريب بعضها إضافة إلى تهديد الناس لمنعهم من تقديم شكوى.
فأكثر من 80 شجرة زيتون ومشمش وجوز ولوز سرقت بهدف المتاجرة بها، حيث تم قطع بعضها بشكل كامل من جذوعها من قبل عناصر الفصيل المذكور فيما قطع البعض الآخر بشكل جزئي، مضيفاً أن الأشجار تعود ملكيتها لمزارعين من أهالي قرية سنكرلي حيث تجمع أصحاب الكروم المقطوعة للذهاب للشرطة العسكرية لعفرين وتقديم شكوى.
عناصر الفصيل الموجودين بالقرية منعوا الأهالي والمزارعين وأصحاب الحقول والأشجار المقطوعة من تقديم شكوى ضدهم، كما قاموا بتهديدهم بالسلاح وأجبروهم على العودة لبيوتهم دون أن يتمكن الأهالي من فعل شيء.
الشاحنة التي تحمل الأشجار المقطوعة موجودة بمقر الفصيل في القرية التي كانت تحت سيطرة الجبهة الشامية، لكنها منذ أكثر من شهر أصبحت تحت سيطرة فصيل ملكشاه، لافتاً إلى أن حالة الغضب والسخط لدى الأهالي في ازدياد كبير بسبب هذه الجريمة بحق الأشجار التي وصفوها بالشنيعة.
يأتي هذا بعد أن تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قبل نحو شهرين صوراً وتسجيلاً تُظهر عمليات قطع الأشجار بشكل ممنهج من قبل عناصر السلطان مراد وتحملها بشاحنات في محيط بحيرة ميدانكي بمنطقة عفرين شمال حلب.
وأرفق الناشطون حينها صوراً توضّح الفرق بين الوضع السابق للمنطقة الحراجية قبل ثلاث سنوات، وبين الوضع الحالي بعد أن باتت تلك الأحراش جرداء وشبه خالية من الأشجار نتيجة عمليات الاحتطاب والقطع الجماعي للأشجار من قبل عناصر الفصائل.
واكتفى الجيش الوطني عبر ما يعرف بإدارة التوجيه المعنوي بقيادة حسن الدغيم بنشر (إنفوغراف) توجيهي يحمل نصائح مدرسية تنادي بمنع قطع الأشجار، وتذكرهم بوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم حول ذلك، رغم أن الجيش الوطني هو المسؤول الأول عن جرائم قطع الأشجار التي ترتكبها ميليشياته في عفرين وباقي مناطق سيطرته بريف حلب، ومن المفترض أن تخرج التوجيه المعنوي بياناً بمعاقبة الفاعلين وليس إرشادهم أو نصحهم وكأنها منظمة تهتم بشؤون البيئة وليس جهة قيادية ومسؤولة في الجيش.