سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها سوريا، فضلا عن الضغوط الأمنية، ساهمت إلى حد كبير بارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية إلى مستويات غير مسبوقة في البلاد، وبالتالي ازدياد الطلب على الأدوية النفسية في ظل ندرتها وغلاء أسعارها.
نقيبة الصيادلة في سوريا وفاء كيشي، كشفت عن ارتفاع معدلات الطلب على أدوية الصحة النفسية مؤخرا في البلاد، مشيرة إلى عدم وجود أرقام حديثة لكميات استهلاك هذه الأدوية.
وأكدت كيشي، في تصريحات الثلاثاء، أن: “جزء من علاج بعض مصابي الحرب خاصة الذين باتت لديهم إعاقة دائمة يتطلب علاجاً نفسياً تحت إشراف طبي“.
وحول طريقة بيع هذه الأدوية، أوضحت كيشي، أن: “بيع أدوية الأمراض النفسية في الصيدليات مضبوط عبر سجلات البيع والشراء التي يستلمها الصيدلاني عند انتسابه للنقابة، حيث يقوم بتسجيل أصناف الأدوية التي يشتريها من موزعي شركات ومعامل الصناعات الدوائية، والأدوية التي تباع للمواطنين، ومنها الأدوية النفسية مع النوع والعيار وفاتورة الشراء، والوصفة الطبية التي باع وفقها و العديد من المرضى توقفوا عن جلب الوصفة الطبية، للحصول على الأدوية، وأصبحوا يعتمدون على ثقة الصيدلي ومعرفته بهم، وذلك بهدف تخفيف أجور زيارة الطبيب الدورية
أما الطبيبة والمعالجة النفسية، رندا رزق الله، حذرت من انهيار قطاع الطب النفسي في سوريا، مشيرة إلى أن: “بعض الحالات قد تدفع بالمريض إلى إنهاء حياته، وهي ظاهرة لها جذران، الأول بيولوجي نفسي عصبي والثاني بيئي اجتماعي، واضطرابات المزاج كالاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب والهوس، وكذلك حالات الإدمان على المهلوسات والمخدرات.
وأضافت رزق الله، في تصريحات قبل أيام: “في سوريا اليوم يتراجع العلاج الدعم النفسي، نتيجة هجرة الأطباء والمعالجين وندرة الأدوية الفعالة، وغلائها الفاحش مما يجعل المريض النفسي يعاني أشد حالات الألم دون أي مساعدة أو علاج“.
و اعتبرت رزق الله، أن فساد البنية الاقتصادية التي كانت تؤمن أساسيات الحياة المناسبة للإنسان من غذاء ومتطلبات معيشية ملحّة، نتج عن غيابها صعوبة في العيش، وإحساس بالتفاهة واللا جدوى، وانعدام القيمة الإنسانية للحياة.
وبالإضافة إلى فقدان الإحساس بالقيمة في العمل نتيجة الفساد المستشري في معظم الوظائف العامة والخاصة، فالشباب السوري اليوم من خريجي الجامعات يمكثون سنوات طوال ريثما يجدون فرصة عمل، وعندما يجدون هذه الفرصة لا يكفي راتب الوظيفة أجرة مواصلاتهم“.
وبدوره أوضح رئيس الرابطة السورية للأمراض النفسية، مازن خليل، أنه: “في ظل النقص الحاد لأطباء الصحة النفسية في سوريا، فإن أجور زيارة الطبيب النفسي في سوريا، تصل حتى 50 ألف ليرة سورية“.
وكل هذا يحصل اليوم في سوريا في ظل تفاقم الوضع المعيشي للسوريين.