سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
أشارت تقارير يوم الثلاثاء الماضي نقلا عن مصادر مطلعة داخل إيران، أن طهران أرسلت وحدات جديدة من فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري إلى الحدود السورية الأردنية، وهي بصدد إنشاء قاعدة كبيرة بدلا من النقاط الصغيرة التي تستخدم من قبل ميليشياتها في المنطقة.
وأضافت المصادر، أن الحرس الثوري أرسل ثلاث وحدات جديدة من لواء فاطميون بزعامة القيادي في الميليشيات الأفغانية، حكمت الله هراتي، وصلت مؤخرا من طهران إلى دمشق ثم إلى مدينة درعا جنوبي سوريا، وقد أُرسلت تحديدا للاستقرار والانتشار على الحدود السورية الأردنية بعد أن تم تدريبها، في معسكرات تابعة للحرس الثوري جنوب شرق طهران، على استخدام صواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيّرة، وهي مجهزة عسكريا أكثر من الميليشيات الإيرانية المتمركزة في دمشق.
وأشارت المصادر الإيرانية، إلى أن “الحرس الثوري” أنشأ قيادة جديدة لإدارة المنطقة السورية الجنوبية، وتولت هذه القيادة مهامها الأسبوع الماضي بعد أن استكملت الوحدات الأفغانية انتشارها على طول النقاط الحدودية مع الأردن.
وأوضحت المصادر الايرانية، أن “الحرس الثوري”، أطلق اسم “مالك الأشتر” على القاعدة الجديدة التي بدأ استكمال بنائها وانشائها في ريف درعا، موضحة أن عدد عناصر ميليشيات “فاطميون” الذين نقلوا إلى الحدود السورية الأردنية يبلغ نحو 350 عنصرا إضافة إلى ضباط وكوادر لـ”لحرس الثوري”. وتريد إيران الاستقرار لفترة طويلة هناك، وأكدت المصادر أن عائلات عناصر لواء “فاطميون”، التحقت بهم بعد وصولهم الى درعا.
ونقلت عن المصادر الإيرانية، أن طهران تخطط للاستثمار في المنطقة الجنوبية من سوريا، وإنشاء قاعدة “مالك الأشتر” في درعا، هو في جزء حماية الشركات الإيرانية من هجمات قد تشنها فصائل المعارضة السورية، إضافة إلى انشاء نقطة مركزية ثابتة في الجنوب لإحكام السيطرة على مثلث درعا ـ القنيطرة ـ دمشق.
فإن هناك أكثر من منطقة يمكن أن تكون صالحة لإنشاء القاعدة الإيرانية، ولكن بحسب معلومات “القبس”، فإن منطقة “مثلث الموت”، الواقعة بين درعا، والقنيطرة هي من بين هذه المناطق، حيث تم إنشاء غرفة عمليات في المنطقة في العام 2014 من قبل قائد فيلق القدس، السابق قاسم سليماني، والذي قتلته الولايات المتحدة، في مطلع العام 2020، وكان سليماني يشرف على المعارك بين الميليشيات الإيرانية، والمعارضة السورية بنفسه في ذلك الوقت.
وتعتبر المنطقة من المناطق المحصنة طبيعيا، إذ تحتوي على مجموعة من التلال الاستراتيجية والتي تخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية، وأبرزها “تل قرين”، و”تلول فاطمة”، والتي تتواجد فيها ميليشيا “فاطميون”.
أما المنطقة الثانية، فهي بالقرب من درعا البلد، وتعرف باسم قاعدة الدفاع الجوي، وهي كتيبة دفاع جوي سابقة لحكومة دمشق، سيطرت عليها الميليشيات الإيرانية مؤخرا، وطردت منها كل المنتسبين المحليين للأجهزة الأمنية.
وتشير المعلومات إلى أن الميليشيات بدأت منذ عدة أشهر بعمليات بناء وتحصين في القاعدة ومن بينها أنفاق للتهريب نحو الأردن، وأخرى لتخزين السلاح والصواريخ، وتعتبر هذه القاعدة من القواعد الملائمة لاستخدام الطائرات المسيرة، والتي استخدمتها الميليشيات الإيرانية، بالفعل في تهريب المخدرات للأردن في وقت سابق.