أربعون عاما من السقوط العربي في فخّ حافظ الأسد

عمل حافظ أسد على تبني كذبة التحرير والصمود والتصدي وكيف يتلاعب بمعمر القذافي وهواري بومدين وتهديد ياسر عرفات في وقت كان اليمن الجنوبي مجرد أداة سوفياتية ليس معروفا إلى الآن كيف سقط أحمد حسن البكر في أحضان حافظ الأسد وسار في لعبته بدل طرح سؤال في غاية البساطة هذا السؤال هو لماذا كانت حرب ١٩٧٣ هل كان هناك من يعتقد أن حرب تشرين ستؤدي إلى تحرير فلسطين
فعرف السادات توظيف نتائج الحرب في اتجاه معين في حين وظفها النظام السوري الذي ما لبث أن عوض حلفه السابق مع مصر بحلف جديد مع إيران من جهة وإحكام سيطرته على لبنان من جهة أخرى ويكشف الموقف الأميركي القاضي بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان انحيازا فاضحا إلى اليمين الإسرائيلي الذي يراهن على خلق أمر واقع جديد على الأرض يبدو الحليف الأول لهذا اليمين الإسرائيلي المشروع التوسعي الإيراني جعل هذا المشروع الإيراني الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية يتراجع إلى حد كبير خصوصا في ظلّ سقوط العراق وما حدث ولا يزال يحدث في سوريا إضافة بالطبع إلى التغيير الكبير لموازين القوى في لبنان وما آلت إليه الأوضاع في اليمن ما لا يمكن تجاهله في التبرير الأميركي للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان هو الإشارة إلى الخطر الإيراني على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية أخذت إيران المنطقة إلى مكان آخر لا مستفيد منه إلى إشعار آخر سوى اليمين الإسرائيلي الذي تدعمه إدارة أميركية لا تعير أي قيمة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وبعد أربعين عاما على توقيع المعاهدة المصرية – الإسرائيلية يتبين كيف سقط العرب ضحية الفخ الذي نصبه لهم حافظ الأسد كان الفلسطينيون الضحيّة الأولى لهذا السقوط فلدى توقيع اتفاقي كامب ديفيد في أيلول ١٩٧٨ كان أحد هذين الاتفاقين مخصصا للفلسطينيين في وقت كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية محدودا وليسوا بمئات الآلاف كما الحال الآن أما سوريا فهي تدفع ثمن أخذها إلى الأحضان الإيرانية بعيدا عن مصر سقط حافظ الأسد ضحية اعتقاده أن في استطاعته أن يمارس مع إيران اللعبة التي مارسها مع العرب الآخرين الفارق بينه وبين أنور السادات أن الرئيس المصري الراحل كان مهتما بمصر واستعادة الأراضي المصرية المحتلة في ١٩٦٧في حين كان هم الأسد الأب تكريس الهدوء في الجولان المحتلّ والانصراف إلى تحقيق انتصار على لبنان وعلى الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.